برشيد: مصطفى عفيف
دفعت إجراءات الطوارئ الصحية التي أعلنت عنها وزارة الداخلية، قبل أسابيع، لتجنب انتشار فيروس «كورونا» المستجد، السلطات المحلية والقوات العمومية، أول أمس الخميس، إلى إطلاق حملة تمشيطية بمختلف أحياء مدينة برشيد، لمنع جميع الباعة المتجولين وعارضي السلع والخضر وغيرهم بواسطة العربات المجرورة من ممارسة تجارتهم بعد الساعة الواحدة ظهرا.
ويأتي تنزيل هذا القرار بناء على قرار أصدرته السلطات المركزية في محاولة منها لمنع التجمعات التي من شأنها أن تشكل خطرا على سلامة وصحة المواطنين، حتى لا تكون هذه التجمعات سببا في تفشي انتشار جائحة (كوفيد 19)، خاصة لما تعرفه هذه التجمعات من ازدحام يمكن أن يسهم في تفشي الوباء.
وحسب مصادر «الأخبار»، فإن السلطات الإقليمية كانت قد عقدت، الأربعاء الماضي، اجتماعا من أجل تدارس سبل تطبيق القرار على كل أماكن بيع الخضر والفواكه، بما فيها أسواق القرب، قبل أن تتراجع، صباح أول أمس، وتستثني الأسواق، وتقرر تجفيف الأزقة والأحياء السكنية من الباعة المتجولين وعارضي السلع والخضر وغيرها بواسطة العربات المجرورة ومنعهم من ممارسة تجارتهم، حيث باشرت السلطات حملتها مستعينة بشاحنات تابعة للمجلس الجماعي، لحجز كل عربة خالف صاحبها تعليمات السلطات التي اعتبرت أن خرق هذا التوقيت يعتبر جنحة يعاقب عليها بحسب قانون الطوارئ الصحية، المصادق على تدابيره وعقوباته.
بالموازاة مع هذا، أطلق المجلس الجماعي لبرشيد، بتنسيق مع بعض الفلاحين بالمنطقة والسلطات المحلية، أكبر عملية تعقيم شملت أحياء المدينة، والأماكن التي كان يستغلها الباعة المتجولون وحولوها لأسواق عشوائية، حيث تمت الاستعانة بـ30 جرارا بالإضافة إلى بعض الآليات الخاصة بالتعقيم، التابعة لمكتب حفظ الصحة ببلدية برشيد، مع استعمال مواد خاصة بالتعقيم، لتجنب تفشي الفيروس القاتل، حفاظا على سلامة المواطنين.
يأتي هذا في وقت يواجه عدد من رجال السلطة إكراهات كبيرة مع عناصر القوات المساعدة التي تم استقدامها في إطار الدعم، والتي ترفض الانضباط لتعليمات رؤساء الملحقات الإدارية الخمس بباشوية برشيد، في وقت يفضلون القيام بجولات مكوكية من دون إذن، والدخول في مطاردات «هوليودية» وسط النهار للباعة والمارة بأزقة وشوارع المدينة، الأمر الذي قد يؤدي إلى حوادث لا قدر الله، ويساهمون في ذعر كبير للسكان الذين يلتزمون بيوتهم بسبب إطلاقهم لمنبهات الصوت وكاشفات الإضاءة الخاصة بسيارات التدخل، في حين فضل المسؤول عن فرق التدخل التي تم استقدامها لبرشيد المكوث في فندق المدينة الذي وضع رهن إشارتهم، وعدم مغادرته إلا في بعض الأحيان.