درس الگرگرات والسمارة
حلت هذا الأسبوع الذكرى الثالثة لتحرير معبر الكركرات من مرتزقة البوليساريو، لضمان التنقل العادي للبضائع والأشخاص عبر هذا المعبر الحيوي المؤدي إلى الدول الإفريقية. ويتذكر الجميع خطاب الملك بمناسبة الذكرى الـ45 للمسيرة الخضراء، الذي أعلن فيه محمد السادس رفضه القاطع لمحاولة عرقلة حركة السير الطبيعي، بين المغرب وموريتانيا، أو لتغيير الوضع القانوني والتاريخي شرق الجدار الأمني، وبالتالي لن تؤثر علينا كدولة الاستفزازات العقيمة، والمناورات اليائسة، التي تقوم بها الأطراف الأخرى، والتي تعد مجرد هروب إلى الأمام، بعد سقوط أطروحاتها المتجاوزة.
وبلا شك فإن حادثة معبر الگرگرات مليئة بالدروس والعبر، لعل أهمها أن المغرب لن يقبل أن تكون سيادته الوطنية وحدوده الحقة موضوع امتحان أو مغامرة أو استفزاز من طرف الانفصال وكل من يتجرأ على شبر من وطننا ستُحوّل طموحاته إلى سراب.
ومع ما حققته حادثة الگرگرات للمغرب من أهداف على الصعيد العسكري والجيو-أمني، فإن التاريخ سيحتفظ لبلدنا بانتصاراته الديبلوماسية التي جعلت الانفصال وحماته المكشوفين والمخفيين يفقدون أعصابهم داخل المحافل الديبلوماسية بعدما خسروا كل حظوظهم في كسب شرعية ديبلوماسية ولو زائفة. فدفعهم اليأس نحو القيام بمغامرات عسكرية غير محسوبة العواقب سرعان ما تحولت إلى جنازة في بيت الانفصال.
والأكيد أن جبهة البوليساريو الانفصالية وأدواتها الداخلية لازالوا يبحثون اليوم وبكل الطرق عن انتصار وهمي بالدفع إلى تكرار مسلسل الكركرات بل واستفزاز الجنود المغاربة المرابطين بالحزام الأمني وأمام القوات الأممية لحفظ السلام «المينورسو»، أو من خلال القيام بعمليات إرهابية تستهدف المدنيين كما حدث مرتين في مدينة السمارة، لكن المغرب كان أكثر ذكاء وحزما في تعامله مع كل ما من شأنه المس بوحدتنا الترابية وسلامة المواطنين بالأقاليم الجنوبية.
وسيأتي الوقت المناسب الذي تحدده بلادنا للرد المناسب، على كل الاستفزازات الإرهابية، فالمغرب لا يتسرع في الرد الانفعالي على الأوغاد إلا بعد أن يعد العدة لكي يكون الرد قاضيا، وكما يقول المثل المغربي: «اللي رد دقتو فعام زَرْبْ».