تلقي أكبر دراسة جينية أجريت على الصداع النصفي الضوء على العشرات من عوامل الخطر الجينية الجديدة للمرض. يرتبط معظمها بأمراض الأوعية الدموية التي تشارك في تضييق الأوعية الدموية.
أجرى هذه الدراسة فريق يضم باحثين من أستراليا والدنمارك وإستونيا وفنلندا وألمانيا وأيسلندا وهولندا والنرويج وإسبانيا والسويد والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. أخذ في الاعتبار عينات الحمض النووي من ثلاثمائة وخمسة وسبعين ألف مشارك أوروبي وأمريكي وأسترالي، ستون ألفا منهم يعانون من الصداع النصفي.
باستخدام هذه البيانات التي أضيف إليها عدد آخر يتعلق بخمسة وثلاثين ألف مصاب بالصداع النصفي، نجح الفريق العلمي في تحليل ملايين المتغيرات الجينية، ووجد أن ثمانا وثلاثين منطقة جينومية مختلفة مرتبطة بالصداع النصفي. قبل ذلك، كانت عشر مناطق جينومية فقط مرتبطة بهذا المرض.
ووجد الباحثون، أيضا، أن معظم مناطق الجينوم تتداخل مع الجينات المرتبطة ببعض أمراض الأوعية الدموية المرتبطة بتضييق الأوعية الدموية.
وعلى الرغم من أن الصداع النصفي مرض واسع الانتشار، ويصيب ما يقرب من واحد من كل سبعة أشخاص في جميع أنحاء العالم، إلا أن أسبابه غير مفهومة بعد، مما يعقد تطوير علاجات جديدة.
وتعليقا على أهمية هذه النتائج الجديدة لمستقبل علاجات الصداع النصفي، أشار البروفيسور جون أنكر زوارت، من مستشفى جامعة أوسلو، إلى أن هذه النتائج الجينية تمثل أولى التطورات الملموسة نحو إنشاء علاجات مخصصة لهذا المرض المعقد للغاية. ومعروف لدى الأطباء، منذ زمن طويل، أن كل شخص يعاني من الصداع النصفي يختلف عن الآخر وأن الأدوية التي تعمل مع البعض غير فعالة تماما مع البعض الآخر.
ويخلص البروفيسور إلى أنه يأمل الباحثون أن يتم، في المستقبل، استخدام هذه المعلومات لتقسيم المرضى إلى مجموعات مختلفة من الضعف الوراثي لتجارب الأدوية السريرية، وبالتالي زيادة فرص تحديد أفضل العلاجات لكل نطاق فرعي.