شوف تشوف

الرئيسية

حب السينما يربط ليلى المراكشي بالممثل اليهودي ألكسندر أجا

رأت ليلى المراكشي النور سنة 1975 في وسط أسري ميسور، ليست ابنة موزع أفلام سينمائية كما تتداول بعض المواقع، لكن الأكيد أن عمها كان من مهنيي القطاع، وكانت خلال طفولتها تستنشق رائحة الأفلام في بيته.. «كل يوم أحد كنت أشاهد فيلما في بيت عمي مصحوبا بكؤوس شاي، وعمري حينها لم يكن يتجاوز الـ15 سنة. كنت أشاهد عمي وهو يستبدل الأشرطة بمهارة عالية، وفي باقي أيام الأسبوع كنت أتردد على دور السينما لأشاهد أفلام بروس لي وسيرجيو ليون»، تقول ليلى في حوار مع مجلة «أفريك ماكازين»، وهي تحكي عن بداية ارتباطها بالفن السابع.
وتضيف ليلى في الحوار نفسه، أن هوسها بالسينما لم يقابله مثل يمكن أن يحتذى به، «لم تكن هناك مخرجات أو موزعات أفلام يمكن لي أن أقتفي أثرهن، باستثناء فريدة بليزيد وبعض محترفات السينما وهن قليلات»، وهو ما جعلها تبحث عن موطئ قدم لها في عالم كان الذكور يسيطرون عليه تمثيلا وإخراجا وإنتاجا.
قررت ليلى دراسة الإخراج السمعي – البصري في فرنسا، وبين الفينة والأخرى كانت تشتغل مساعدة مخرج، وظهر هوسها الكبير بالسينما وهي مساعدة في أكثر من عمل فني، خاصة فيلم «شمس» الذي مثلت فيه دور الممثلة الشهيرة «صوفيا لورين».
لكن نقطة التحول في حياة ليلى هي تعرفها على ألكسندر أجا الذي يصغرها بثلاث سنوات، التقته في إحدى مدارس باريس للسمعي البصري، قبل أن تجمعهما «بلاطوهات» التصوير، حيث لاحظت قدرة الفتى على فهم عمق السينما، كيف لا وهو ابن المخرج ألكسندر أركادي، الجزائري الأصول اليهودي الديانة؟ تبادلا نظرات الإعجاب وقررا وضع اليد في اليد من أجل هوس مشترك اسمه السينما، وهما يدوسان على أول حاجز اسمه الديانة المختلفة بين عاشقين.
قالت ليلى: «من الصعب أن تمتهن السينما في بلد كالمغرب، لكن حين تعرفت على ألكسندر فتحت لي أبواب مقفلة.. لقد دفعني وساعدني ودلل الصعاب من طريقي، فوالده أركادي مخرج كبير ووالدته ماري جو جوان ناقدة سينمائية، أي أنه تنفس الفن السابع وشربه من ثدي والدته».
ولد ألكسندر أجا، زوج ليلى، سنة 1978 في باريس، ودرس في ثانوية «مونتاني» في العاصمة الفرنسية، وأبان مبكرا عن عشقه للسينما الأمريكية بالخصوص، قبل أن يصبح محللا عبر صفحات مجلة «ماد موفي»، بل إن ألكسندر ظهر في الفيلم السينمائي «العفو الكبير»، من إخراج والده، وعمره لا يتعدى الخمس سنوات.
كانت ليلى تقطع المسافات بين الدار البيضاء وباريس بحثا عن موطئ قدم، قبل أن تثير الانتباه بفيلم روائي قصير عنوانه «200 درهم»، سنة 2000، وهو يحكي قصة راعي غنم يعثر على ورقة نقدية فيعرضه ذلك لمجموعة من الوقائع، لكن فيلمها الروائي الطويل «ماروك» سنة 2005 يحكي سيرة ليلى من خلال فتاة مراهقة تنتمي إلى أسرة ثرية، وتدرس في إحدى المدارس الفرنسية الخاصة، وتعيش حياتها على الطريقة الأوربية، وتطالب بحريتها العقائدية، ما أثر جدلا واسعا في الوسطين الفني والديني بسبب علاقة فتاة «مسلمة» وحبها وعشقها لرجل يهودي. ولأنها متزوجة من ألكسندر، فإن الفيلم اعتبر تجسيدا لحياتها الخاصة، في ما اعتبرته ليلى جزءا من اختراقها لـ«الطابوهات» من قبيل زنا المحارم والعلاقات المحرمة..
ورغم أن والد زوجها من مواليد الجزائر، ويعد من يهود هذا البلد، فإنه يفضل المغرب، بل إنه فاجأ، في حوار صحفي مع صحيفة جزائرية، فناني هذا البلد الجار، حين قال: «لن أنجز أي فيلم في الجزائر، انتهى الأمر بالنسبة لي، لقد أنجزت 3 أفلام في هذا البلد، لن أتعامل مع أي رواية جزائرية في المستقبل. لقد انتهت علاقتي بكم، على المستوى الشخصي يمكنني القول إن الجزائر كانت دائما تستقبلني بحرارة، ولكن على المستوى المهني لا يريدون التعامل معي. لن أقضى حياتي أطرق الأبواب الموصدة، مواضيع الجزائر تخص الجزائريين ولا تخصني أنا، هناك وجهة أخرى أكثر تعايشا».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى