وصل جدل المشاريع البديلة للتهريب المعيشي بباب سبتة المحتلة، بحر الأسبوع الماضي، إلى المؤسسة التشريعية بالرباط، حيث تمت مساءلة رياض مزور وزير الصناعة والتجارة، حول توقيع وتسليم رخص استثنائية تتعلق باستيراد الملابس المستعملة، واستفادة شركات من مشاريع إعادة التدوير والتصدير، مقابل خلق فرص الشغل لممتهنات التهريب المعيشي سابقا، وفق احترام الحد الأدنى للأجور والتسجيل لدى الضمان الاجتماعي.
وحسب مصادر مطلعة فإن مزور أصبح مطالبا بالإجابة بتفصيل، على مدى التزام الشركات المستفيدة، ببنود دفاتر التحملات الموقعة بين الأطراف المعنية، ومراجعة والتدقيق في كميات التدوير والتصدير، وكذا الكمية المسموح بها بالبيع في أسواق المدينة، سيما في ظل خروج برلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالمضيق، ليؤكد على أن البعض اغتنمها فرصة للتهرب من الضرائب والتحايل على دفاتر التحملات، ما يتعارض مع الأهداف التي على أساسها تم تسليم التراخيص الاستثنائية.
واستنادا إلى المصادر نفسها فإنه إلى حدود يوم أول أمس الخميس، تراجعت شركة مستفيدة من تراخيص استثنائية لاستيراد الملابس المستعملة بتطوان، عن خفض رواتب العاملات بعد احتجاجهن أمام مقر باشوية الفنيدق، لكن مع الذهاب لتوقيف 15 منهن عن العمل، بسبب اتهامهن بتحريض العاملات على الاحتجاج وعدم القبول بخفض الأجور، وهو الملف الذي يستوجب التحقيق من قبل الجهات المعنية.
وأضافت المصادر عينها أنه بعد عودة مؤشرات الاحتقان الاجتماعي إلى مدن إقليم المضيق، ينتظر أن تقوم مصالح وزارة الداخلية بإيفاد لجنة تفتيش، لتتبع وتقييم جميع المشاريع البديلة للتهريب المعيشي، والنظر في تشغيل اليد العاملة، ومدى استمرار مشاريع تكوين ممتهنات التهريب المعيشي وانخراطهن في تعاونيات منتجة، فضلا عن التدقيق في التزامات شركات مستفيدة من تراخيص استثنائية، وحققت أرباحا مالية مهمة، غير أنه في كل مرة تقع احتجاجات تهدد السلم الاجتماعي بسبب قرارات خفض الأجور، والتهديد بإعلان الإفلاس.
وتواصل مصالح ولاية جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، تعقب كافة الأسباب والحيثيات التي تتعلق بعودة مؤشرات الاحتقان الاجتماعي إلى مدن المضيق، والتدقيق في سير المشاريع البديلة عن التهريب باب سبتة المحتلة، فضلا عن تفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة بخصوص سير تعاونيات ومشاريع قدمت لمسؤولين كبار في الدولة، على أنها تشكل محطة مهمة في إدماج ممتهنات التهريب المعيشي في الاقتصاد الوطني، وتوجيههن لمجال الإنتاج والتسويق، وتحقيق مداخيل، غير أن العشرات منهن عدن إلى التسجيل في الإنعاش الوطني، وعبرن عن عدم رغبتهن في الاستمرار في التعاونيات.
تطوان: حسن الخضراوي