النعمان اليعلاوي
كشف تقرير للمجلس الجهوي للحسابات بالرباط، عن جملة من الاختلالات التي تعتري مشروع «مدينة الفردوس» التابعة لجماعة عين عودة ضواحي مدينة الرباط، حيث أشار التقرير إلى مشاكل في الخدمات الجماعية لجماعة عين عودة، وهي التي تنسحب على عدد من الأحياء التابعة للجماعة بما فيها مدينة الفردوس.
وسجل التقرير وجود مجموعة من «الخروقات» تهم قطاع النفايات المنزلية على مستوى الجماعة، التي يترأسها البرلماني عن حزب الاتحاد الدستوري، حسن عارف، حيث أشار التقرير إلى أن تجميع النفايات المنزلية لا يتم وفق المعايير الضرورية، وهو الأمر الذي يتسبب في ظهور نقاط سوداء على مستوى نقاط التجميع وقرب الحاويات، بالإضافة إلى إقدام مصالح الجماعة على إحراق النفايات علما أن الميزانية المخصصة سنويا لهذا المرفق في الجماعة أزيد من 5 ملايين درهم.
وفي السياق ذاته، كشفت شكايات سابقة للسكان غياب المرافق الضرورية بالمدينة التي تضم أزيد من ثمانية آلاف أسرة، حيث لا تتوفر في هذه المدينة، التي دشنت من طرف الملك محمد السادس في 18 فبراير 2011، أي مرافق اجتماعية وإدارية رغم مرور أزيد من 10 سنوات على تدشينها، ويشتكي سكانها من الإهمال التام من طرف المجلس الجماعي لعين عودة الذي يتهمونه بحرمانهم من الخدمات العمومية (النظافة والإنارة العمومية)، كما ظهرت العديد من الاختلالات المرتبطة بالعمارات السكنية التي بدأت تظهر عليها آثار تشققات خطيرة، كما تظهر تسربات في قنوات الصرف الصحي.
وقال أمبارك بجاجة، رئيس جمعية الفردوس بالمدينة، إن «انعدام المرافق الضرورية (حمام، مركز تجاري، مستوصف، حضانة، مركز للشرطة، مركز للبريد، وغياب وسائل النقل الحضري من حافلات وسيارات الأجرة التي تقلهم إلى مدن تمارة والرباط والتي تبعد بـ 23 كيلومترا، يعمق من المعاناة التي تعيش فيها الساكنة»، موضحا، في اتصال هاتفي مع «الأخبار»، أن «الجمعيات المدنية وممثلي سانديك العمارات والإقامات بمدينة الفردوس قامت بمراسلة جميع الجهات المتدخلة في المشروع منذ بداية الترخيص وتسليم الشقق للسكان، أي قبل 7 سنوات، لكن دون رد»، مشيرا إلى أن «من بين معاناة ساكنة الفردوس كثرة الكلاب الضالة التي تهدد سلامة الأطفال والنساء، وذلك بسبب حاويات الأزبال التي تم وضعها منذ تسلم المجلس الجماعي لمرفق النظافة بالمدينة»، موضحا أن «شاحنات نقل النفايات لا تدخل المدينة وهو ما يدفع السكان إلى التنقل لمسافة بعيدة للتخلص من نفاياتهم المنزلية، في حاويات وضعتها الجماعة، وقد باتت مرتعا للكلاب الضالة»، مشيرا إلى أن «جماعة عين عودة التي تتبع لها المدينة إداريا لا تعير اهتماما لأوضاع ساكنة المدينة»، حسب بجاجة، الذي أوضح أن «الجمعيات المحلية قامت أيضا بمراسلة الشركة المكلفة بتدبير قطاع النقل الحضري، وقد كان جواب الشركة بأن المدينة لا تتوفر على خط للحافلات مباشر نحو الرباط».
من جانب آخر، أشار متحدث من جماعة عين عودة إلى أنه «تم تخصيص وعاء عقاري من طرف الشركة المكلفة بمشروع المدينة من أجل بناء مرافق إدارية، وهو العقار الذي لم تتسلمه بعد الجماعة»، موضحا، في حديث لـ«الأخبار»، أن «الجماعة تشتغل على إعداد برنامج لتوسيع الخدمات الاجتماعية (النظافة والإنارة العمومية) على مستوى تراب الجماعة ككل بما فيها مدينة الفردوس التي تحظى باهتمام من المجلس الجماعي باعتبارها ورشا ملكيا وتضم نسبة مهمة من سكان الجماعة»، يشير المتحدث نافيا أن يكون المجلس الجماعي لعين عودة «يتعمد إقصاء سكان المدينة من الخدمات الاجتماعية، كما تشير بعض المراسلات التي توصل بها المجلس من طرف محسوبين على جمعيات في المدينة».