النيابة العامة أمرت بفتح بحث لمعرفة ملابسات القضية
إنزكان: محمد سليماني
يعيش من جديد المركز الاستشفائي الإقليمي لإنزكان حالة استنفار قصوى، منذ يومين، وذلك بعدما تمكن حوالي 14 مريضا نفسيا كانوا يتلقون العلاج داخل مصلحة الأمراض العقلية والنفسية بالمستشفى من الفرار إلى وجهات مجهولة.
وبحسب المعطيات، فقد دخلت النيابة العامة على الخط، حيث أمرت بفتح بحث لمعرفة ملابسات القضية وحيثياتها، خصوصا وأن من بين الفارين أحد الأشخاص المسجل خطرا بموجب مذكرات بحث قضائي، والذي أودع بالمصلحة بعد تقديم أسرته شهادات تؤكد إصابته بمرض نفسي. كما فتحت المفتشية العامة لوزارة الصحة تحقيقا في الموضوع، لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات. وقد تمكنت عناصر الشرطة والدرك بالنفوذ الترابي لإنزكان من إعادة نصف المرضى الفارين إلى المستشفى، من أجل استكمال علاجهم، كما اعتقل الشخص المطلوب للعدالة.
واستنادا إلى المعطيات، فقد ربطت إدارة المستشفى عملية الفرار الجماعي للمرضى، بكون مصلحة طب الأمراض النفسية والعقلية تعرف حاليا بعض عمليات التهيئة، حيث إن الأشغال جارية بها، الأمر الذي استغله المرضى، إذ غادروا المصلحة في غفلة من مسؤولي المشفى، وحراس المصلحة، حيث وجد المرضى الفارون بابا خشبيا مفتوحا، وانسلوا الواحد تلو الآخر.
وكانت «الأخبار» سباقة إلى كشف حالة الاكتظاظ الكبير وغير المسبوق، التي تعرفها مصلحة طب الأمراض النفسية بالمركز الاستشفائي لإنزكان، ذلك أن عدد المرضى الموجودين بالمصلحة يفوق الطاقة الاستيعابية بأضعاف كبيرة، الأمر الذي ينذر بوقوع كارثة قد يذهب ضحيتها المرضى والطاقم الطبي والتمريضي على حد سواء.
وبحسب المعطيات، فإن عدد المرضى بالمصلحة هذه الأيام يفوق 200 نزيل، في الوقت الذي لا تتجاوز الطاقة الاستيعابية لمصلحة الأمراض العقلية والنفسية بالمركز الاستشفائي لإنزكان 70 سريرا فقط.
واستنادا إلى المصادر، فإنه منذ واقعة تيزنيت الأخيرة والتي قام فيها مختل عقلي بقتل سائحة داخل سوق شعبي، ومحاولة قتله مواطنة فرنسية أخرى بأكادير، تم إعطاء تعليمات من أجل جمع جميع المختلين العقليين من الشوارع العامة بتراب الجهة، وإيداعهم بمصلحة الأمراض العقلية والنفسية، وعدم السماح بإخراجهم من المصلحة تحت أي ظرف، مما رفع أعدادهم داخل المصلحة، رغم المعاناة الكبيرة التي يعانون منها، بسبب قلة الأغطية والتغذية والأدوية، إضافة إلى قلة الموارد البشرية التي يمكنها تتبع حالات المرضى، حيث إن هذه المصلحة يوجد بها طبيب واحد متخصص، بعدما غادر زميله الوظيفة العمومية، نتيجة انعدام ظروف العمل المواتية. كما غادر مجموعة من الأطباء الداخليين رفقة أستاذهم، التابعين لكلية الطب بأكادير، مصلحة الأمراض العقلية والنفسية لإنزكان. واستنادا إلى المعطيات، فإن سبب مغادرة الأطباء الداخليين للمصلحة يعود بالأساس إلى تعرض (ز. ص)، الطبيبة المقيمة في الطب النفسي بالمركز الاستشفائي الجامعي بأكادير، لتهديد واعتداء أثناء فترة المداومة بمستشفى إنزكان. وبحسب المصادر، فإن تكرار هذه الحوادث وتصاعد وتيرة خطورتها، يجعل مزاولة العمل في ظروف طبيعية وآمنة أمرا صعبا.