فاس: لحسن والنيعام
بعدما استغل عددا من «الأبحاث الميدانية» في زمن المعارضة لتوجيه مدفعيته الثقيلة حينها ضد العمدة الاستقلالي السابق، حميد شباط، ضغط حزب العدالة والتنمية، الذي يتولى تدبير الشأن المحلي بمدينة فاس بأغلبية مريحة، على شبيبة حزبه لحجب نتائج «بحث ميداني» أكدت الشبيبة أنها تعده حول مقاهي «الشيشة» ومقاهي الألعاب. وقالت المصادر إن العمدة الأزمي ورؤساء المقاطعات أبدوا رفضهم لمثل هذه «الاستطلاعات» بسبب تخوفهم من نتائج كارثية تضمنتها المعطيات الأولية لهذا «البحث الميداني»، فيما عمم نشطاء من شبيبة الحزب استمارة حول الموضوع وضعتها رهن إشارة المواطنين.
وكانت شبيبة حزب «البيجيدي» أعدت، في وقت سابق، أبحاثا ميدانية حول ملفات ثقيلة بفاس، ومنها بحث ميداني أثار الجدل حول الجريمة في الأحياء الشعبية بالمدينة في زمن العمدة السابق، حميد شباط. وروج حزب «البيجيدي» لنتائج هذا «البحث» تحت شعار «في أفق مدينة آمنة بدون جريمة». ووعد، في برنامجه الانتخابي، بمواجهة ملفات ثقيلة سبق لشبيبته أن نبشت فيها، كما هو الشأن بالنسبة لقطاع النقل الحضري، وقطاع النظافة ومواقف السيارات. لكن العمدة الأزمي يواجه غضب الشارع بسبب عدم تنفيذ الوعود الكثيرة التي رفعها حزبه إبان معارضته للعمدة السابق، ومنها تحويل العاصمة العلمية إلى «مدينة آمنة بدون جريمة» عن طريق تأهيل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية. وقال نائب العمدة، محمد الحارثي، في تصريحات مثيرة، حول تغطية وسائل الإعلام لحوادث الإجرام في المدينة، بعد تولي «البيجيدي» لتدبير الشأن المحلي، إن مثل هذه المتابعات الصحفية لن تقدم المدن ولن تنميها، واعتبر أن تغطية هذه الحوادث بمثابة «تحامل على مدينة فاس».
واستغل «البيجيدي» قضية انتشار مقاهي «الشيشة» لدعوة السكان إلى التصويت العقابي على العمدة الاستقلالي السابق المتهم مجلسه بمنح تراخيص لأصحاب هذه الأوكار تحت يافطة المقشدات والمحلبات. واضطر العمدة السابق، في ظل هذه الانتقادات، إلى توقيع قرار جماعي يمنع ترويج «الشيشة» في مقاهي المدينة. أما السلطات المحلية، فعمدت بدورها، حينها، إلى شن حملات إغلاق وتشميع عدد من هذه المحلات، لكن سرعان ما عادت هذه الأوكار لتواصل انتشارها بعد حصول حزب «البيجيدي» على أغلبية المقاعد في الجماعة والمقاطعات التابعة.
ولم يسبق للعمدة الأزمي أن فتح ملف هذه المقاهي التي واصل السكان رفع تظلماتهم ضدها، قبل أن تلوح شبيبة حزب «المصباح» من جديد بـ«بحث ميداني» حول هذه الأوكار التي تحول عدد منها إلى فضاءات مغلقة لممارسة الدعارة وترويج المخدرات والأقراص المهلوسة واستقطاب قاصرات. وظلت مصدر إزعاج كبير للسكان المجاورين بسبب الموسيقى الصاخبة التي تصدر منها، وما تعيشه من نزاعات مستمرة بالأسلحة البيضاء بين أصحاب سوابق قضائية.