النعمان اليعلاوي
كشف وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، عن نقل المعرض الدولي للنشر والكتاب من مدينة الدار البيضاء إلى العاصمة الرباط بشكل نهائي، موضحا أن مدينة الدار البيضاء سيصبح لها معرض دولي موجه للشباب والطفولة. وأوضح بنسعيد، خلال الندوة الصحفية لتقديم أبرز الخطوط العريضة للدورة 28 من المعرض الدولي للنشر والكتاب، أن هذا المعرض الذي ستحتضنه مدينة الدار البيضاء سيأتي لتقريب القراءة والكتاب من الشباب والطفولة، وهما الفئتان اللتان تمثلان حوالي 70 بالمئة من ساكنة العاصمة الاقتصادية.
واعتبر الوزير أن المغرب سيصبح له معرضان دوليان كبيران للكتاب، الأول للنشر والكتاب بالرباط، والثاني موجه للناشئة في الدار البيضاء، مضيفا أن المطلوب هو العمل لتعزيز العرض الثقافي وبنياته والمبادرات الرامية لتعزيزه في مختلف مناطق المملكة، بهدف “دمقرطة مفهوم الثقافة والولوج إلى الكتاب”، مؤكدا في جواب على سؤال حول استمرار اختيار مدينة الرباط لفعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب وعدم عودته للبيضاء، أن العديد من المهنيين أعربوا عن استحسانهم لتنظيمه بالعاصمة وأبدوا رغبتهم في بقائه، مشيرا إلى أن فضاء المعارض الذي كان يحتضن فعاليات المعرض بالدار البيضاء تنقصه الجاهزية بعد توظيفه خلال السنوات الثلاث الأخيرة من طرف وزارة الصحة في إطار التصدي لجائحة كوفيد-19.
وبخصوص الدورة السابقة لمعرض النشر والكتاب والتي نظمت لأول مرة بالرباط، أوضح بنسعيد أن رقم المعاملات الذي حققته بلغ 115 مليون درهم بطريقة مباشرة، معتبرا إياه “رقما مهما جدا يؤكد جدوى الاستثمار في الثقافة”، وشدد الوزير على أن “المأمول هو أن يتمكن الفاعلون في مجال الثقافة من توفير لقمة العيش اعتمادا على منتوجهم الثقافي والإبداعي ودون الحاجة لمزاولة مهن موازية”، معتبرا أن “المطلوب في المقابل هو أن تكون أثمنة الكتب في متناول الساكنة وتراعي الحد الأدنى للأجور”، مضيفا “نفكر مع شركائنا في ثمن موحد للكتب ليكون في متناول المواطن المغربي اقتناؤها بثمن يراعي ميزانيته”.
وكشف بنسعيد خلال الندوة ذاتها أن الدورة 28 ستقام تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، وبشراكة مع ولاية جهة الرباط سلا القنيطرة، ومجلس الجهة، وذلك من 1 إلى 11 يونيو 2023 ، بفضاء OLM السويسي بالرباط، على أرضية مساحتها 35 ألف مترا مربعا وأزيد من287 رواقا مجهزا بأعلى التقنيات وبتصاميم ذات جودة عالية، توفر للزوار والعارضين أجواء خاصة ومبهرة، موضحا أنه ترتقب مشاركة 737 عارضا، منهم 287 عارضا مباشرا، و450 عارضا غير مباشر، يمثلون 51 بلدا، ويقدمون عرضا وثائقيا يتجاوز عدد عناوينه 120 ألف عنوان بحقول معرفية مختلفة ورسالة ثقافية مشتركة، ليكون زوار المعرض من المغاربة والأجانب في رحاب أكبر مكتبة مفتوحة، وقد اختيرت الكيبيك الكندية ضيفة شرف الدورة.
من جانبها، أعربت أسماء اغلالو، رئيسة مجلس مدينة الرباط، عن سعادتها بتنظيم المعرض الدولي للنشر والكتاب مرة أخرى بالعاصمة، مشيرة إلى أن الرباط وباعتبارها عاصمة للثقافة بافريقيا والعالم الاسلامي كانت في حاجة لاحتضان معرض للكتاب بصفة مستمرة، من أجل عكس الدينامية الثقافية التي تشهدها في إطار المشروع الملكي “الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية”.
وأكد رشيد العبدي، رئيس مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، التزام الجهة بكل مكوناتها في خدمة المعرض الدولي للنشر والكتاب التي سيكون أفضل هذه السنة من حيث بنيته، مبرزا في المقابل حاجة المدينة إلى معرض جهوي للكتاب خاص بالشباب، وأن الاشتغال على الملف الثقافي ليس سهلا، لكن الجهة منخرطة في بلورة برامج في هذا المجال يكون له وقع على المواطن.