بحثا عن حل أزمات العالم نحو الحرب الباردة
«قدما إلى الماضي: نحو حرب باردة عالمية جديدة»، هي أولى ندوات موسم أصيلة الدولي، الذي اختار مقاربة توجه له مكانة في الدواليب السياسية والدبلوماسية، هو التوجه الذي يرى أن الحرب الباردة الثانية يمكن أن تكون حلا وبديلا عن الحرب التقليدية التي تخلف خسائر في الأموال والأرواح. المقاربة التي عالجتها ندوات اليوم الأول والثاني من موسم أصيلة الثقافي، والتي ناقش خلالها المتدخلون فرضية إمكانية قيام هذه الحرب وخلفياتها وأهدافها، في ظل النظام الدولي الجديد. وكانت الندوات التي احتضنتها مكتبة الأمير بندر بن سلطان ومركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، حاضنة لنقاش هادئ بين ممثلي الدبلوماسية لعدد من الدول، كوزير الخارجية الصربي السابق، وحمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الثقافة القطري، ورئيس الوزراء الباكستاني السابق.
في هذا السياق، اعتبر إيفان مركيش، وزير الخارجية الصربي السابق، ورئيس الدورة السابعة والثلاثين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن الحرب الباردة الأولى شكلت مأساة لعدد من الدول العربية، على رأسها العراق ولبنان ودول الشرق الأوسط التي كانت ساحة للتقاطب العالمي، حسب مركيش، الذي أضاف أن الحرب الباردة دعمت في ما بعد الأزمة الاقتصادية، وأن التقاطب الذي كان يعيشه العالم إبان تلك الحرب، أنتج حروبا مصطنعة في الدول النامية، وهي الدول التي فشلت فيها مساعي السلام وظلت في كثير من الحالات بؤر للصراع الساخن، يضيف المتحدث الذي لم يستبعد أن تتشكل الحرب الباردة من جديد، لكن بشكل أوسع وعبر المحيط، كما هو الشأن في سعي إيران إلى الحصول على الأسلحة النووية، وهو ما ترجمه، أخيرا، الاتفاق النووي مع إيران.
من جانبه، اعتبر حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الثقافة القطري، أن «العرب أبرز ضحايا الحرب الباردة، والثقافة هي موضوع أزمة العالم»، مشددا على أن «إعادة الاعتبار إلى الثقافة في العلاقات الدولية هو الحل للأزمة التي يعانيها العالم، حيث يجب احترام حق التبادل الثقافي ويجب خلق مجموعة للقيم، نحن نحبب التعددية الثقافية، وهذا التعدد لا يمكن الاستغناء عنه وهو ما يحتاجه العالم في سياق التنوع والحوار الدائم بين الحضارات».
شوكة عزيز، رئيس الوزراء الباكستاني السابق، قال إن «هناك تزايدا للصراع والتوتر بين القوى العظمى، ولعل تعدد الأقطاب يأتي بنتائج إيجابية، والتعاون من جهة والتضارب والتصادم من جهة هما حركية تعزز تشكل زعامة جديدة على صعيد المعمورة»، حسب المسؤول الباكستاني السابق، معتبرا أن «موجات الهجرة لا تقل أهمية عن تسطير مستقبل الدول، وهذا يجعلنا نتساءل عن إمكانية للحلول المناسبة»، مضيفا أن التهديدات المناخية تحكم أيضا مستقبل البلدان «حيث إن هناك تهديدا لحياة الناس تفرضه التغيرات المناخية وهذا يتطلب تأسيس نظام عالمي جديد، وفي أيامنا هذه يكتسي المناخ أهمية كبرى فيه».