باتت ظاهرة الهدر الجامعي، تتهدد العديد من طلبة جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، الذين يقطنون مناطق قروية بإقليم شفشاون، حيث قام المعنيون بتوجيه ملتمس إلى عامل إقليم شفشاون، قبل أيام قليلة، من أجل مراجعة إقصائهم من الاستفادة من المنح الجامعية، وبحث مراجعة ملفاتهم وشكاياتهم، بالنظر لمعاناة أسرهم مع الهشاشة والفقر، وعدم القدرة على تغطية المصاريف الخاصة باستكمال الدراسة الجامعية.
وحسب مصادر الجريدة، فإن لائحة الطلبة الذين تقدموا بملتمس إلى عامل إقليم شفشاون، تضمنت الأسماء التي لم تظهر في لائحة الطلبة الممنوحين، كما تم التأكيد على عجز الأسر عن تلبية طلبات الأبناء المادية التي تحتاجها الدراسة الجامعية، من مصاريف التنقل والكراء وشراء المستلزمات الضرورية، ناهيك عن تبعات بعد المسافة بين مقر السكن ومدينة تطوان.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن بعض الطلبة والطالبات غير الممنوحين، الذين يقطنون مناطق قروية نائية بشفشاون ووزان وتطوان والمضيق، اضطروا إلى عدم استكمال مشوارهم الدراسي الجامعي، خلال المواسم الدراسية الماضية، بسبب عجز أسرهم عن توفير المصاريف الضرورية، نتيجة المعاناة مع الفقر والهشاشة، وتبعات جائحة كوفيد 19، وفقدان مناصب شغل مهمة.
وأشارت المصادر عينها إلى أن المجالس الجماعية والإقليمية بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، أصبحت مطالبة أكثر من أي وقت مضى، بالتفاعل مع شكايات الإقصاء من المنح الجامعية، وذلك بالمساهمة بمبالغ مالية، لتغطية العجز المسجل في الموضوع، والاهتمام بدعم الطلبة الذين يقطنون المناطق القروية النائية، فضلا عن دعم مصاريف النقل الحضري، والمساهمة في محاربة ظاهرة الهدر الجامعي.
وتتحمل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، مسؤولية الرفع من عدد الطلبة الممنوحين بتطوان، وشفشاون ووزان والمضيق، فضلا عن توسيع عدد المستفيدين من السكن بالأحياء الجامعية، وتجويد الخدمات الخاصة بالإطعام والمرافق الضرورية، ناهيك عن توفير الفضاءات والتجهيزات المناسبة، لتشجيع البحث العلمي، وضمان محاربة الهدر الجامعي، وتكافؤ الفرص بين جميع الطلبة.
شفشاون: حسن الخضراوي