المسيح في القرآن الكريم (3)
د. محمد ديـرا
10 – معجزات السيد المسيح عليه السلام:
السيد المسيح كسائر الأنبياء عليهم السلام دعا قومه إلى الإيمان بالله تعالى، وبَيَّن لهم الشرائع التي اختلفوا فيها، ومنهج الحياة الطيبة، قال الله تعالى: «ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون» (الزخرف: 63). ومع هذه الدعوة إلى الله تعالى كان لا بد من معجزات تُظهر تأييد الله عز وجل لرسوله، وقد كان لكل رسول معجزات تتناسب مع أحوال قومه، ومن المعجزات المذكورة في القرآن الكريم عن المسيح عليه السلام ما يلي: – إبراء الأكمه –إبراء الأبرص –إحياء الموتى –نزول المائدة من السماء –تصوير الطين والنفخ فيه فيصبح حيا بإذن الله –الإخبار ببعض المغيبات –الكلام في المهد.
وكل هذه المعجزات هي بأمر الله تعالى وإذنه، وليس فيها أية خاصية يختص بها المسيح عليه السلام دون سائر الأنبياء، وقد بينت العديد من الآيات التي ذُكرت فيها هذه المعجزات أنها جاءت لإثبات نبوة المسيح، وكلها تجري بأمر الله تعالى وتأييده. يقول تعالى: «ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم، إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طائرا بإذن الله، وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله، وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم، إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين» (آل عمران: 49). وقوله تعالى: «إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والديك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا، وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فيكون طائرا بإذني، وإذ تبرئ الأكمه والأبرص بإذني، وإذ تخرج الموتى بإذني، وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين» (المائدة: 110). وقوله تعالى: «إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء، قال اتقوا الله إن كنتم مومنين، قالوا نريد أن ناكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلمَ أَنْ قد صَدَقْتَنَا ونكون عليها من الشاهدين، قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك، وارزقنا وأنت خير الرازقين، قال الله إني منزلها عليكم، فمن يكفر بعدُ منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين» (المائدة: -112 115).