شوف تشوف

الرئيسيةمجتمع

القصة الكاملة لبتر قدم طفل بمصحة خاصة بمراكش

باشرت مصالح الشرطة القضائية لمراكش، أبحاثها وتحرياتها في ظروف وملابسات بتر قدم الطفل عمران، البالغ من العمر سنتين ونصف السنة، بمصحة خاصة بمراكش، قبل أن تتقدم أسرة الطفل بشكاية أمام النيابة العامة متهمة المصحة بارتكابها لخطأ طبي انتهى ببتر قدم الطفل ما نتج عنه عاهة مستديمة.

وبحسب والد الطفل عمران، فإن الأخير ولد بتشوه خلقي على مستوى القدمين، وتم نقله من مدينة العيون إلى إحدى المصحات الطبية الخاصة بمقاطعة جليز بمدينة مراكش، حيث تم عرضه على الطبيب والذي قرر إخضاعه لعملية جراحية من أجل تصحيح العيب الذي يعاني منه على مستوى القدم.

وأضافت الشكاية أنه بمجرد خضوع الطفل للعملية طمأنه الطبيب مؤكدا أن التدخل الجراحي قد تكلل بالنجاح، وأن بإمكانهم مغادرة المصحة في اليوم الموالي، غير أنه بعد مرور يومين، ظهرت على الطفل بعض المضاعفات المتمثلة في انتفاخ تطور إلى تعفن وتقيح في قدمه اليسرى، بالإضافة إلى احتباس دموي في الأوعية، ما اضطره إلى إعادة نقله إلى المصحة، غير أن الإدارة رفضت تلبية طلبه من أجل اللقاء بالطبيب الجراح، مقدمة عدة تبريرات لعدم إمكانية حضور الطبيب، حيث تم الاكتفاء بتقديم إسعافات عبر وضع مراهم وتغيير الضمادات لتغادر الأسرة المصحة.

هذا، وقد عادت عائلة الطفل إلى المصحة وهي تحتج على إدارتها بعد تفاقم الوضع الصحي للطفل، منددة بما وصفه والد الطفل في شكايته بـ “سوء المعاملة والإخلال من طرف الطبيب بواجبه والتزاماته المهنية بضرورة تتبع الحالة الصحية للمريض من جراء أي مضاعفات قد تحدث له بعد إجراء العملية الجراحية”.

وأكد المشتكي أنه بعد حضور الطبيب ومعاينة الطفل، اضطر إلى إخضاعه لفحص طبي، ليخبر والديه بضرورة إجراء عملية ثانية مستعجلة، من أجل بتر أصابع قدمه اليسرى المصابة بالتعفن، حيث سلم الأسرة وثيقة للتأشير عليها تفيد موافقتها على العملية.

وبعد مرور يوم واحد على التدخل الجراحي الثاني، طلبت إدارة المصحة الأسرة بالمغادرة، وبعد ساعات قليلة على المغادرة وزوال مفعول التخدير، انتابت الطفل نوبة بكاء حادة، ما اضطرت معه الأسرة إلى العودة للمصحة، وبمجرد إزالة الضمادة من قدم الطفل من أجل معاينتها من طرف طبيب آخر، أصيب والداه بصدمة وذهول شديدين بعدما عاينا القدم اليسرى وقد تم بترها، ما جعلهما يصابان بغضب شديد ويحتجان بقوة على إدارة المستشفى، متهمين إياها بالتسبب في عاهة للطفل بسبب خطأ طبي، كما اعتبر والد الطفل أنه تم خداعه من طرف الطبيب بعدما أكد أن التدخل الجراحي الثاني سيتم خلاله بتر أصابع القدم اليسرى، وليس القدم كلها.

إدارة المصحة تقدم رواية مختلفة عن الحادث

وفي بلاغ صادر عن إدارة المصحة أكدت الأخيرة أن الطفل كان يعاني من تشوه خلقي على مستوى القدمين، والمعروف طبيا بـ “بيي بوط”، وسبق أن أخضع لعملية جراحية على مستوى القدم اليمنى بمدينة العيون دون أن تسفر عن أي نتيجة إيجابية، قبل أن يتقدم والداه للمصحة يطالبان بإخضاع الطفل لعملية من طرف أحد الأطباء.

وأضاف بلاغ المصحة أنه بعد خضوع الطفل للعملية الجراحية، غادر بعد 24 ساعة، واستمر في تتبع العلاجات مرة كل يومين خلال الأسبوع الأول، قبل أن يختفي لمدة أسبوع كامل ويعود، حيث بررت والدته هذا الغياب «باستمرار علاجه بمدينة شيشاوة على يد أحد الممرضين» بحسب بلاغ إدارة المصحة، والذي أكد أنه بعد معانة الطفل وإخضاعه للفحص، قرر الطبيب الجراح الاحتفاظ به، قبل أن تتوصل المصحة بوثيقة خطية تفيد موافقة الأسرة على بتر القدم الأمامية للطفل، حيث أجريت له العملية بتاريخ 27 مارس، وظل يقيم بإحدى الغرف مع والديه ويواصل علاجاته بقاعة الجراحة مرة كل يومين: «غير أن امتناع وتعنت الأب عن الاستمرار في القيام بالعلاجات الضرورية والالتزام بالحفاظ على صحة وسلامة الطفل المريض، اضطرت المصحة إلى توجيه إشعار للأب بواسطة مفوضة قضائية بتاريخ 18 أبريل 2019، بناء على الثابت من المحضر» بحسب البلاغ، والذي أكد أنه أمام عدم مواصلة الطفل للعلاج، اضطرت إدارة المصحة إلى توجيه إنذار للوالد، محملة المسؤولية في ما يمكن أن تؤول إليه وضعية الطفل أمام مواصلة رفض الحضور وتلقي العلاجات اللازمة.

وأكدت إدارة المصحة أنها تتوفر على وثيقة موقعة من طرف أسرة الطفل، تؤكد أنها توافق على بتر القدم الأمامية اليسرى للطفل، نافية ادعاءات والد الطفل الذي أكد أن الوثيقة التي وقع عليها يعتقد أنها تتعلق بموافقته على بتر الأصابع الأمامية للقدم وليس القدم كلها

إلى ذلك، نفت إدارة المصحة أن يكون ما تعرض له الطفل ناتجا عن خطأ أو إهمال طبي، وأنها تتوفر على ملف الطبي كامل مرفوق بوثائق أخرى، سلمته إلى الجهات القضائية المختصة، علما أن الخبير الطبي المبعوث من طرف المحكمة حل بالمصحة وعاين الطفل المريض: «حيث كان يتلقى العلاجات في شروط صحية متميزة، مع العلم بأن المصحة تُجري عمليات جراحية معقدة جدا، من قبيل القلب المفتوح وجراحة العظام والدماغ، ولم يسبق تسجيل أي حالات تعفّن، كما هو معروف عند مجموعة من الأخصائيين» بحسب بلاغ المصحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى