الغطرسة الإيرانية
أطلقت الخارجية الإيرانية عبر المتحدث باسمها سعيد خطيب تصريحات مستفزة ضد المغرب، وحملت اتهامات بتدخل المغرب في بعض البلدان تسببت بتوترات في تلك المنطقة. لا حاجة لنا أساسا لتذكير طهران بأنها تشكل النموذج السيئ لسياسة التدخل في الشؤون الداخلیة للدول وعدم التزامها الحياد وحسن الجوار واحترام سیادة الحكومات، بالإضافة إلى محاولاتها الرامية إلى زعزعة الأمن في عدد من الدول وبث النعرات الطائفية والمذهبية أو تأجيج الصراعات وما يمثله ذلك من ممارسات تنتهك مبادئ حسن الجوار والقواعد الدولية ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وتدرك إيران قبل غيرها أن سياستها التدخلية تجاوزت حدودها الإقليمية ووصل صداها لقضية الصحراء المغربية عبر إطلاق دبلوماسييها لتصريحات عدائية تجاه بلدنا من الأراضي الجزائرية وتمويل جبهة البوليساريو بالعتاد الحربي والدعم اللوجيستيكي عبر ذراعها العسكري حزب الله. والحقيقة التاريخية التي أكدتها وقائع وحجج على الأرض هي أن تدخلات إيران في الشؤون المغربية لها تاريخ طويل، وحقيقة لا يمكن إنكارها وهو ما أدى إلى قطع العلاقات بين البلدين أكثر من مرة، ولازالت القطيعة مستمرة منذ إعلان المغرب رسميًا قطع علاقاته مع إيران منذ أربع سنوات، وإغلاق سفارته في طهران، وطرد السفير الإيراني من الأراضي المغربية، بسبب دعم طهران عن طريق مليشيا حزب الله الإرهابية جبهة البوليساريو.
نحن إذن أمام نظام سياسي يتغذى من التدخل في شؤون الدول وينتعش من زعزعة الأنظمة، وينتشي بكون قرار عدد من العواصم العربية يتخذ داخل حوزة طهران، والناظر لما تعيشه دول مثل سوريا ولبنان والعراق واليمن يتأكد من حجم الوصاية والخراب والدمار الذي تتركه السياسة الإيرانية على شعوب المنطقة. لذلك من حق المغرب أن يدين بشدة تهديد إيران للأمن القومي للأشقاء في دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة السعودية وإمارة البحرين، فأمن تلك الدول من أمن المغرب ومصيرهم من مصيره.
والمغرب بتنسيق مع الدول العربية الشقيقة سيعمل كل ما بوسعه لإيقاف التمدد والتغلغل الإيراني، وممارسة الغطرسة التي تجعل من إيران تهديدا لاستقرار ووحدة كل الشعوب العربية.