تعيش مقاطعات الرباط على وقع خلافات وصراعات سياسية بين المستشارين من الأغلبية والمعارضة. وأفادت مصادر من مجلس مدينة الرباط، الذي توجد على رأسه العمدة أسماء غلالو، من حزب التجمع الوطني للأحرار، بأن عددا من المقاطعات، على رأسها مقاطعة أكدال الرياض، تشهد حالة احتقان في أوساط الموظفين وخلافات بين مكونات مكتبها بسبب تفويضات المهام، وذلك بعد توزيع رئيس المقاطعة، عبد الإله البوزيدي، من حزب الاستقلال، للتفويضات عن المهام على عدد من المستشارين في مكتب المجلس، الذي يضم مستشاري أحزاب الأغلبية الثلاثة (التجمع الوطني للأحرار، الأصالة والمعاصرة والاستقلال)، بالإضافة إلى مستشارين من حزب الحركة الشعبية.
في السياق ذاته، أشارت المصادر إلى أن تفويض رئيس مقاطعة أكدال الرياض، عبد الإله البوزيدي، لتصحيح الإمضاءات، بالإضافة إلى تفويض المسؤولية عن مرأب وآليات الجماعة، لمستشار من حزب التجمع الوطني للأحرار أثار موجة استياء واسعة لمستشاري الأغلبية ضد رئيس المقاطعة، والذين رأوا في منح الرئيس للمستشار ثلاثة تفويضات «إقصاء» لباقي نواب الرئيس، خصوصا من حزبه (الاستقلال)، نظرا للتعويضات التي يحصل عليها المستشار مقابل المهام التي تم تفويضها له، في الوقت الذي تحدثت المعارضة داخل مقاطعة أكدال الرياض عما اعتبرتها (صفقة) بين رئيس المقاطعة وعمدة المدينة.
وكانت مقاطعات الرباط شهدت فترة جمود للمشاريع الاستثمارية بها بعد تجميد ميزانية مجلس المدينة ومعه المقاطعات خلال رئاسة حزب العدالة والتنمية للمدينة، وعاشت مقاطعات الرباط أزمة اقتصادية، في الولاية السابقة، إذ لم تتمكن أغلب مقاطعات الرباط من الوفاء بالالتزامات المالية المترتبة عليها من اتفاقيات وشركات كانت المجالس السابقة وقعتها مع عدد من الهيئات، بما فيها التزامات المقاطعات بخصوص تهيئة بعض المرافق الجماعية، خصوصا المتعلقة بالشراكة والمشاريع التي تشرف عليها وكالة الرباط للتهيئة، حسب المصادر التي أوضحت أن «المقاطعات كانت تتصرف وفق الميزانية المؤقتة التي كانت قد أقرتها ولاية الرباط بسبب عدم تمكن المجلس السابق من التصويت على ميزانية للمدينة ومعها المقاطعات التابعة له، والتي ظلت تتصرف في ميزانية تسيير فقط وفق حدها الأدنى» توضح المصادر.
النعمان اليعلاوي