إعداد: محمود عبد الغني
انعقدت الدورة 28 من المعرض الدولي للكتاب بالرباط من فاتح يونيو إلى 11 منه. وهي فترة زمنية مزدحمة بالقبول والرفض، بالبرامج الجيدة والأخرى الأجود ولكن لم يُعطها الوقت الكافي كي تنضج. زارنا الكاتب النيجيري «وول سوينكا» (1934-…) الحائز على جائزة نوبل للآداب سنة 1986، وجائزة أوروبا للمسرح سنة 2017. لكنه مرَّ كالشهاب الخاطف. وقد كان ينبغي استغلال فرصة أدبية عظيمة مثل هذه لتنظيم ندوات كبرى تتم الدعاية لها في كل وسائل الإعلام من راديو وتلفزيون ومنشورات، كما يحدث في كل البلدان التي يزورها. كان ينبغي أيضاً استدعاؤه للجامعات لتقديم محاضرات. لكنه مرَّ كما يمرّ أي كاتب عادي. كما استدعت وزارة الثقافة كتابا ونقادا وأدباء من العيار الثقيل، لكن اللجن المنظمة لم تعط لذلك الأهمية المستحقة، فاختلط الحابل بالنابل.
راجت وانتشرت العديد من المواقف والكتابات في كل مكان عن جودة التنظيم وإحكامه، وعن غياب معايير اختيار الضيوف المشاركين في الندوات والجلسات الحوارية وتقديم الكتب. فمن رأى أنها مرتجلة، وآخر يقول إنها جيدة، وثالث يؤكد أنها خاضعة لمزاجية وعلاقات اللجن. ورابع يحصي بأصابع يده مشاركات «أ» و«ب» وفي أكثر من ندوة ولقاء. وخامس يلاحظ تسلّل صاحب الشلل والمجموعات ليدعو المقربين منه ويبعد المبعدين. الغائبون في البرنامج الثقافي غاضبون، والحاضرون مبتهجون. لكن المقاطعين، وهم قلة، وحجتهم أن المعرض ينبغي أن يعود للدار البيضاء، وهي حجة واهية بسبب جمالية الرباط وأهليتها لاحتضان المعرض، هؤلاء بلعوا ألسنتهم ولم يسمع لهم صوت بعد انطلاق فعاليات المعرض. نقدّم هنا آراء نخبة من الأدباء والمترجمين والناشرين من المغرب وخارجه.
محمد الولي (بلاغي ومترجم)
معرض دولي بنكهة محلية
«كانت زيارتي للمعرض على امتداد الأسبوع. في الواقع كنت حريصا على تتبع عملية عرض آخر مترجماتي. ولقد كنت انتقائيا جدا. كنت أبحث عن أشياء بعينها وهي قليلة جدا بالنسبة إلى الملتزمين بالحمية المعرفية أمثالي، كما الغذائية!!
فكرة المعرض في الرباط تبدو لي جميلة. رغم أن الكثير من الأصدقاء «البيضاوة» لهم رأي آخر. لا شك أن البيضاء تمثل أكبر تجمع سكني في المغرب، وأكبر كتلة اقتصادية وتجارية. هذا يعني أيضا أن الكثير من المقبلين على الكتب هم في البيضاء.
لقد ترددت لمدة أسبوع على المعرض. كنت موجها برغبتي وحاجاتي في المعرض. ولكن يبغي الاعتراف بأن موقع المعرض، إلى جانب أوطيل هيلتون أو سوفيتيل، ومستشفى ابن سينا أمر جميل. إنه مركز الرباط. والمسالك إليه جميلة وأنيقة والأمن في غاية الاستتباب. ونظام الدخول والخروج أمنيًا والطيبة الاستقبالية الأمنية وكل الفئات الاستقبالية في غاية الجمال. كلهم، وهم غرباء، ينادونك «أستاذ» حتى وإن كنت مجرد عابر.
في المدخل، تحس فعلا بأن المجال ضيق. لن أحدثكم عن موقف السيارات، صراحة لا يليق بواحدة من أجمل العواصم العالمية. في الممر، لكي تفوز بفنجان قهوة عليك فعلا أن تكون متمهلا وأن تتحمل الزحام وسط الزبناء، وانتهاك النظام، وأن تتصرف باستعجال، كأنك لا تستمتع بتناول القهوة، بل تختلس تناولها. تحمل الضيق أساسي هنا؛ لا مكان جميلا تجلس فيه راضيا، تتبادل فيه الأحاديث مع الغرباء أو من ترغب في التعرف عليهم، أو يكتشفونك بغتة، وارتجال العلاقات الإنسانية. كيف يمكن أن أتصرف مثلا مع طالب أو طالبة لا تعرفهما، أستاذ! هل يمكن أن تخصني بعشر دقائق؟ فأنا قد لا أعود لرؤيتك مرة أخرى. تلتفت يمينا وشمالا ولا تجد متكأ يتيح الكلام والاستماع المريح، وتناول فنجان قهوة. عليك أن تتحمل الجلوس على صناديق خشبية غير مريحة تماما، وأن تتحمل الحر وربما المطر.
هنا تحس بأن كل شبر من المكان يُكتَرى بثمن باهظ. والمتحكم في الفضاء هو تاجر نهم. وليس إنسانا يعشق أن يرى ابتسامات الآدميين ترتسم على الوجوه. ويحب سماع الموسيقى والتشكيل والشعر، ويعشق الجمال كما الورد. المتحكم هنا لا يعشق إلا رنين النقود.
أكثر من هذا، أتحفز دائما، حينما أقصد المعرض لإفراغ مثانتي في بيتي، مخافة أن تداهمني وسط الزحام. هذه، على كل، من «مآثرنا» في بلد الحبايب. فكم مرة أهرع عائدا إلى بيتي لغرض… لأن المراحيض في شوارعنا، إن وجدت، مقرفة.
أتذكر مرة في إيطاليا، نصحني أخي داوود بزيارة مرحاض مقهى كنا نتناول فيه قهوة. استجبت له. وجدت حارسة المرحاض أجمل فتاة. جمال كالصاعقة. كان المرحاض كأنه صنع للتو، وكأنني كنت أنا أول من سيدشنه. أنا لا أطلب مثل هذه في بلدنا، ولكن، ارحمونا !! أرجو ألا يتحمل المواطن العقوبة وألم «المخاض» لمجرد عدم وجوده في بيته في موعد «قضاء الحاجة».
كنت أشتهي توفير فضاءات واسعة ظليلة وحرة وأماكن الاستلقاء ومخاطبة زرقة السماء ومن حضر من الآدميين. فضاءات للنقاش الحر. ولكن في جو من الأمن حقا. هنا تحس وكأننا بصدد اختبارات التحرزات الأمنية. هذا جميل ولكن لا ينبغي أن يعمينا هذا عن حاجتنا إلى الحرية والتواصل الحر غير المبرمج، وارتجال علاقات.
هناك شيء مثير بالنسبة إلي غياب رهيب للناشرين الأجانب. ليس هناك حضور للناشرين الكبار الفرنسيين والسويسريين والبلجيكيين والإسبان والإنجليز وكل أمريكا اللاتينية الخ. هذا ليس معرضا دوليا. أغلب الناشرين عرب. تسميته كنائية إطلاق الكل وإرادة الجزء.
باعتبار الناشرين العرب ليست عندي مآخذ كثيرة. فقط أقول، على هذا المستوى، كانت المعروضات قليلة. لا بد من عرض ليس المنشورات الجديدة فقط بل المنشورات القديمة. هل هناك خوف من قلة الإقبال. هناك حلول كثيرة جعل اليوم أو اليومين الأخيرين مناسبة لتخفيضات مهمة تشجع من فاتهم التسوق خلال الأيام الفارطة.
بالنسبة للأنشطة المنظمة هناك نزوع إلى تكريس الأسماء المعروفة وكأن الأمر يتعلق بشكل من البروباغاندا الرخيصة. ليس هناك هم الاكتشاف، اكتشاف روائي مثير أو شاعر يبدأ مدهشا أو ناقدا مبتدئا وفاتحا جديدا. لا شيء من كل ذلك. الهيكل هو الهيكل والحراس هم الحراس. كنت أشتهي فضاء أوسع للحرية وفضاء لعيش الطوباوية، لأنها هي وحدها لا التكريس هي التي تجعلنا نقتحم المستقبل. التكريس لا يفتح إلا الأبواب المشرعة. والحال أن المجازفة الطوباوية والمغامرة هي التي تجعلنا نتقدم.
طبعا في هذا السياق ينبغي أن تكون فضاءات الحرية الفكرية والسياسية متاحة لقد فاجأتني بعض التعليقات عن سحب كتاب من المعرض بدعوى أنه لم يكن مبرمجاً. لست أدري وسط تضارب الآراء والردود في شأن هذا الموضوع، وبصراحة فكلها التعليقات والردود والتبريرات تركتني في التباس شديد. سحب كتاب منشور في واحدة من أشهر دور النشر المغربية مؤلفه من أشهر الأنثروبولوجيين المغاربة. أي عبد الله حمودي.
الأجمل في المعرض هو أنك تلتقي مع أصدقاء لم يكن لقاؤهم متاحا خارج المعرض. وتتعرف على وجوه جديدة ما كانت رؤيتها ممكنة خارج المعرض. إنها من فرص التواصل، حقا، على ضيقها رغم كل شيء. إنها اللحظات العابرة التي نقتنصها كما يقتنص القبلات «حبيب راحل». ومعذرة أخيرا للمتنبي.
ذلك هو المعرض الدولي بنكهة محلية!!»
لحظة لقاء وغبطة.. رغم كل شيء
«معرض الكتاب هو في الأساس لحظة لقاء وغبطة، لأنه يتيح لك كل سنة أن تلتقي بكتاب وأصدقاء قد لا تلتقي بهم إلا في سوق الكتب، تتبادل معهم الأحاديث على خفيف وأنت تعبر المكان، إلى البحث عن جديد الكتب، قديمها وحديثها. حقيقة مشهد سوق الكتب له نكهة خاصة، سوق تعرض فيه ثمرات العقول، وهذا ما يجعله يختلف عن باقي أنواع الأسواق. فهذه الأحاسيس الجميلة التي تنثال عليك وأنت تخفف الوطء وكأنك تمشي نائما، خدرا بعياء طفيف من جراء السفر، إذ لا يعرف قيمة المعرض إلا من شد إليه الرحال، يزاحمه الوقت الذي يمضي سريعا، وعينه على آخر قطار، فيتوزع بين اللقاءات السريعة وكلمات المجاملات المعدة سلفا، والمواعيد مع دور النشر للتفاوض حول المشاريع القادمة، واستخلاص المستحقات من الناشرين الطيبين وقليل ما هم. وتقديم كتاب جديد في رواق دار النشر، كل هذا يبعث فيك نشوة وإحساسا بالجديد ووعدا بالعودة في معرض قادم، محملا بجديدك، وكأن ما بين المعرضين رهان سباق لخيول غير مروضة، فمن يجتهد ويكد ويخرج للقراء ثمار عقله، ويقتسم مع قراء مفترضين عسله الذي صنعه في قفير مكتبته، وعزلته الشامخة، يحس بامتلاء حين يزور معرض الكتاب وقد لا يأبه لما يجري من صراعات وتوترات لا ترى بالعين ولكن تصل إلى الأذن، في التعليقات والحواشي عما يجري في كواليس المعرض. أو في ما يكتبه الكتاب والملاحظون، بين منتقد وغاضب وساخط، وصامت يمني النفس بدعوة ما لفعاليات المعرض الرسمية، وبين منافح في فمه ماء. حقيقة معرض الكتاب مكسب مهم، نحلم أن يرتقي إلى مصاف المعارض الدولية المشهورة، وأن يكون الإعداد له على طول السنة، عبر استشارات مع الكتاب من مختلف الأجيال، والإنصات إلى الآراء السديدة في أفق تجويد الأداء والتدبير، لأن ما يلاحظ في هاتين الدورتين الأخيرتين تشابه وتتطابق في اللجن التي عهدت لها الوزارة في هندسة فعاليات المعرض، مما جعل الأسماء تتكرر، ويضرب الصفح عن كتاب آخرين، وكتاب لم يسبق لهم بتاتا أن شاركوا رغم إنتاجاتهم سواء الترجمية أو الأكاديمية أو الإبداعية، إذ هذا الحيف في حقهم يغذي لديهم أحاسيس سلبية حول الوضع الثقافي بالمغرب. والعجيب في الأمر أن بعض أعضاء اللجن الموكول إليها هندسة فعاليات المعرض يشاركون في أكثر من لقاء، هذا الأمر لا يستقيم ويلفه غموض عجيب، فنحن أمام ظاهرة غريبة حقا، فهل ضاقت حلقة الكتاب إلى هذا الحد، لينوب شخص واحد عن آخرين، أليس من الأجدى أن يترفع هؤلاء، وأن لا يتزاحموا على تقديم ندوة هنا، ولقاء مع كاتب هناك وهلم مشاركة، لفائدة كتاب آخرين، ناهيك عن نفس الوجوه التي هي الأخرى تتكرر في لقاءات، مما يجعلك تعتقد أن الكتاب في المغرب قليلون جدا، والأمر ليس كذلك، تذكرت هنا جملة دالة لشوبنهاور تكاد تصف هذا الوضع في كتاب فن العيش الحكيم الفيلسوف شوبنهاور:
«إن الإنسان العبقري والراقي عقلياً حتى وإن كان في أقصى درجات عزلته، فإنه يجد في خواطره وأفكاره ما يسليه أعظم تسلية. أما ذو العقل المحدود، فيظل فريسة سهلة ومُفضلة للملل الفتاك حتى ولو حضر كل حفلات العالم وشارك في نُزهِه ومظاهر لهوه». أعتقد أن على الوزارة الوصية أن تعيد النظر في اختيار لجنها، وأن تضع معايير صارمة لدعوات المشاركين، وتحسم مع تكرار الوجوه، فهناك أعضاء في اللجن، كان حريا بهم أن يكرموا في المعرض وأن لا يسند إليهم جلب الكتاب لأنه ربما توقف زمن الكتاب الذين يعرفون في أزمنة بعيدة، وقد جرت تحت الجسر مياه كثيرة، وهناك من يعيد جلب المقربين منه، فلا نريد معرضا لألبوم العائلة والأصدقاء، لأن المعرض حقيقة هو لحظة لطرح الأسئلة الحقيقية في الثقافة المغربية، وليس الاحتفال السريع بقضايا خفيفة جدا. لاحظت مثلا أن هذه الدورة ضيعت فرصة ثمينة، يحسب لوزارة الثقافة استقدامها لكاتب إفريقي حائز على جائزة نوبل، وول سوينكا، لكن مروره في المعرض كان مرورا باهتا، ألم يكن حريا بالمنظمين أن يجعلوا من هذا الأمر حدثا، كان من الممكن أن يقدم هذا المتوج بنوبل درس المعرض الافتتاحي، لم أر ولا صورة في مدخل المعرض له، أكيد أنه سيرجع وفي نفسه شيء من المعرض، فمثل هذا اللقاء مع كاتب من هذه الطينة قد لا يتكرر. أخيرا معرض الكتاب مكسب لكل الكتاب وخيمة لهم، فمن حسن الرأي أن يفرح به الكتاب لا أن يكون سببا في تعكير أذهانهم وتنغيص نفوسهم».
«سيدة الرياض العجوز» شوق لرؤية
“وأنا في طريقي إلى مدينة الرباط لزيارة معرض الكتاب، انتابني شعور غريب بجدوى تحمل وعثاء السفر. لكن في الحقيقة فإن فرصة اللقاء صدفة ببعض الأصدقاء كانت هي الدافع. أما في ما يتعلق باقتناء الكتب فتلك مسألة ثانوية بالنسبة لي، لأنني اعتدت اقتناء ما يهمني من كتب معرفية وروايات من المكتبات. وإن تعذر علي الحصول عليها هناك، أحاول طلبها عبر الوسائل المتاحة. وإذا تفاعلت مع مضمون الكتاب، أشرع مباشرة في ترجمته. وهذا موضوع ستأتي المناسبة للخوض فيه.
في الواقع يعتبر المعرض الدولي محفلا دوليا حيث تعرض فيه دور النشر والمكتبات والمؤسسـات الثقافيـة ومراكـز البحوث والجمعيات والجامعات الإصدارات العلمية والأدبية، وبالتالي تنشيط الحركة الثقافية من خلال الندوات واللقاءات.
كنت متحمسا للوصول إلى دار النشر التي أصدرت آخر ترجمة لي. يتعلق الأمر بترجمتي لرواية «سيدة الرياض العجوز» لفؤاد العروي حيث توقعت حسن المعاملة وكان الأمر كذلك. وفي الوقت نفسه كنت أشعر ببعض الندم لتعاملي مع دار نشر أخرى من دولة مصر، وبدأت أتردد لزيارتها، وقد كنت متأكدا بأنه سيقوم بأسلوبه المعتاد بالمماطلة للتملص من التزاماته حسب العقد بالرغم من صدور الترجمة وتوزيعها في المكتبات وعدة معارض دولية. وقد يطول الحديث حول المعاناة التي واجهتها مع دور نشر أخرى. آخرها دار جزائرية نشرت لي ترجمة وأغلق صاحبها وسائل التواصل بعد نشر الكتاب… هناك القليل منها التي تتعامل باحترافية.. حيث يظل الكاتب والمترجم «الحيط القصير». وبالمناسبة لا بد أن أنوه بمؤسسة المجلس الوطني للثقافة والفنون، حيث وجدت الاحترافية بشكل رفيع… في الواقع لولا هذه المؤسسة لما استمررت في الترجمة…
بعد قيامي بجولة بالمعرض، سأحاول البحث عن بعض العناوين الأجنبية التي من شأنها أن تثيرني بغاية ترجمتها إلى اللغة العربية.
كانت الانطلاقة حولي الساعة التاسعة صباحا رفقة مجموعة من المهتمين والمهتمات بالشأن الثقافي في رحلة في إطار الخدمات التي تقوم بها الجمعية الثقافية لعمالة مدينة الجديدة… بعد ساعتين ونصف دون توقف وصلنا إلى الوجهة المقصودة… المعرض الدولي للكتاب بمدينة الرباط…من حيث الولوجية، كانت الأمور سلسة…لم ألاحظ تغييرا مقارنة مع الدورة السابقة..تقريبا دور النشر نفسها… كما هو الحال دائما سيحتار المرء من أين ستكون البداية…من حسن الحظ هناك خريطة لتحديد الأروقة. ..آلية يتمكن الزائر من قصد الدور التي يفضلها أو التي سبق أن تعامل معها إن كان كاتبا أو مترجما.
أول ملاحظة أثارت انتباهي تتعلق بتواجد دور النشر العربية أقصد أن جل الأروقة مخصصة لدور النشر العربية…وهناك أيضا أروقة لبعض المؤسسات لتقريب دورها…وهناك دور نشر معدودة على رؤوس الأصابع بالنسبة للدور الأجنبية.
ثاني ملاحظة تتجلى في قلة الزائرين مقارنة مع دورة العام الماضي…لعل السبب هو التزامن مع فترة الامتحانات علاوة على اقتراب عيد الأضحى… والملاحظة الثالثة هي غلاء الكتب المعروضة وغياب التخفيضات لدى جل العارضين…
بالرغم من حسن التنظيم فقد كان الجو حارا في بعض الأماكن من المعرض بالرغم من آليات التبريد.. وقد طال الحديث بيننا بخصوص اقتراح تنظيمه بمدينة الجديدة التي تتوفر على معرض جاهز بمواصفات دولية…
على أية حال كانت زيارة معرض الكتاب بالرباط فرصة للقاء مع العديد من الأصدقاء تستحق العناء”.
هلال البادي (قاص ومسرحي من سلطنة عُمان):
عن الرباط: صورة للذاكرة
“لم أكن أتوقع أن أزور المغرب للمرة الثانية خلال أقل من ستة أشهر، لكن هذا الأمر المفرح حدث، وهذه المرة كانت الزيارة إلى الرباط التي تسنى لي أن أراها بعين جديدة بعد مضي أكثر من عشرة أعوام على الزيارة الأولى. في تلك الزيارة الأولى أعجبتني الرباط، أعجبني هدوؤها رغم أنها العاصمة والعواصم عادة ما تكون مزيجا من الزحام والضوضاء. الرباط حالة أخرى مغايرة، فالهدوء المنطبع في كل مكان انعكس على الناس الذين يسكنون هذه المدينة وربما كان هدوء الناس هو الذي انعكس على المكان، فكانت الرباط مدينة الهدوء الحالم الذي لا تود النهوض منه.
في زيارتي هذه تسنى لي اكتشاف الناس أكثر من ذي قبل، إذ بدوا لي أقرب ما يكونون للعمانيين في سمتهم وبذخ كرمهم ومحبتهم وابتساماتهم الفياضة، لذا لا عجب ألا أشعر بالاغتراب أو النفور.
وتسنى لي التعرف على الرباط مجددا، الرباط التي تبدلت منذ زيارتي الأولى لكأنما ولدت من جديد، أصبحت وردة مشرقة برائحة بهية، هنا حيث يراد لها أن تغدو مركزا ثقافيا مزهرا، لا بالحجر وحسب بل بالبشر الذين يشرق بهم أي مشروع ثقافي.
وكانت فرصة سانحة أن نلتقي كتابا ومبدعين ونتحاور معهم ضمن معرض الكتاب وحتى خارجه، نناقش الأفكار التي يمكن من خلالها صناعة الثقافة الجديدة، وجعل الثقافة موردا مستداما للاقتصاد، إذ تبدو فرص الاقتصاد الثقافي والصناعات الإبداعية مواتية هنا أكثر من أماكن أخرى حيث التنوع وحيث البنى الأساسية مهيأة بعديد الفرص والممكنات.
جئنا من مسقط نناقش مثل هذه الفكرة فوجدنا أننا يمكن أن نكتسب العديد من الأفكار التي تقوي مكانة الاقتصاد الثقافي والصناعة المعتمدة على مفردات الإبداع.
لقد تجلت لي صورة أخرى سأحتفظ بها في ذاكرتي أعود إليها كل حين متدفقا بالحنين إلى المكان والناس الرائعين.
فشكرا للمغرب. شكرا لأهله الودودين”.
د. باسم الزعبي، باحث ومترجم أردني
مدير عام دار الآن ناشرون:
تفاعل المثقفين وضعف في الترويج للمعرض
“نحن نشارك في معرض الرباط للكتاب حضوريا للمرة الأولى، قبل ذلك كانت لنا مشاركات رمزية من خلال دور نشر أخرى. وسبق لي شخصيا حضور معرض الكتاب في الدار البيضاء.
لا شك أن الجهة المنظمة ممثلة في وزارة الثقافة في المملكة المغربية قد هيّأت المكان بشكل جيد، ففي المعرض تتوفر الخدمات اللازمة كافة سواء للعارضين أو للزوار، وسهولة ويسر الوصول إلى المعرض، وهذا شيء حسن يحسب لإدارة المعرض.
الرباط مدينة جميلة، بل ساحرة، ونحن محظوظون بلطافة الجو في فترة المعرض.
يتميز المغرب بوجود عدد كبير من المبدعين والمؤلفين في العديد من المجالات الثقافية، وهناك تفاعل من الطبقة المثقفة مع المعرض، إذ يزورنا الكثير من المبدعين والمثقفين وتدور بيننا حوارات ثقافية عميقة، وهذا يحسب للمعرض أيضا.
لكن العارض الذي يتكبد عناء السفر من بلاد بعيدة، وتكاليف السفر والإقامة وأجرة الجناح في المعرض، وتعب الوقوف في المعرض لساعات طويلة… يأمل بعد كل ذلك أن يعوض كل ذلك من خلال بيع كتبه، الشيء الذي لا يتحقق إلا بحدود بسيطة وذلك بسبب ضعف حضور الجمهور نسبيا، وغياب الشراء المؤسسي تماما، إذ لا حضور للمكتبات أو الجامعات أو المدارس وغيرها.
لا نفهم السبب، البعض يرجعون ذلك إلى نقل المعرض من الدار البيضاء إلى الرباط، وآخرون يعزون ذلك لسوء التوقيت وارتباط موعد المعرض مع فترة الامتحانات في المدارس والجامعات، وربما يكون ضعف الترويج للمعرض، في ظل عزوف متزايد من عامة الجمهور عن التعاطي مع الكتاب الورقي.
باعتقادي أنه لا يكفي أن نسجل لأنفسنا أننا نقيم معرضا للكتاب، لكن على الجهات المعنية (وأنا أقصد هنا كل الدول العربية) أن تتنبه إلى ظاهرة العزوف عن القراءة، ووضع استراتيجيات وأدوات فاعلة لإعادة الاعتبار إلى الكتاب، إذا ما شئنا لأمتنا النهوض والتقدم، لأنه هو أساس بناء الحضارة”.
جهاد أبوحشيش، شاعر وناشر أردني
غاب الكثير من الناشرين بسبب ضيق المساحات
“واضحة هي الجهود المبذولة في تنظيم المعرض الدولي للكتاب والنشر-بالرباط، وليس غريبا على المسؤولين في وزارة الثقافة تلك الروح القادرة على التفاعل مع الناشرين واستيعاب مشاكلهم الصغيرة، ومحاولة إيجاد حلول عملية لها، مما يجعلك تشعر بتلك الروح المغاربية المضيافة التي لطالما عرفتها. ناهيك عن مدى الإحساس بالراحة والأمن اللذان تشعر بهما سواء كنت في المعرض أو كنت تتجول في المدينة الساحرة..
من الملاحظ في هذه الطبعة تزامن موعد المعرض مع موعد امتحانات البكالوريا والجامعات، وهذا أثر على مستوى الإقبال الجماهيري، بسبب الانشغال بالامتحانات. إضافة إلى غياب الكثير من الناشرين الذين حال ضيق المساحات دون وجودهم.
نأمل في الطبعة القادمة الانتباه إلى ضرورة عدم تزامن المعرض مع امتحانات الطلبة وانشغالات الأساتذة لأن هذا الأمر يؤثر سلباً على الإقبال.
إن المعرض يشكل فرصة حقيقية لتواصل الناشر مع الكاتب من جهة ومع القارئ من جهة أخرى، مما يوجد مساحة حوار لوضع خطط مستقبلية من جهة، وتوطيد علاقة الكاتب بالقارئ من جهة أخرى. لقد سبق أن اقترحت ضرورة تنظيم ارتياد المؤسسات المعنية بالشراء للمعرض لكي تشكل حالة داعمة وضرورية”.
كيبيك ضيف شرف المعرض الدولي للكتاب
ميريام باكيت تكشف طبيعة العلاقات بين المغرب وكيبيك
«المعرض كان فرصة للمبدعين والفنانين من كيبيك للتعرف والتعارف مع الجمهور المغربي»
أسدل الستار على النسخة الثامنة والعشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي احتضنته للمرة الثانية مدينة الرباط. وشكل حضور مقاطعة كيبيك الكندية دورة هذه السنة حدثا بارزا للعلاقات الثقافية بينها وبين المغرب، بعد اختيارها ضيف شرف للدورة، التي استمرت عشرة أيام. وشكل رواق كيبيك في المعرض محط استقطاب للزوار وتتويجا للاحتفال بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وكندا.
في هذا الحوار مع مديرة مكتب كيبيك في الرباط، ميريام باكيت كوتيه، على ضوء استضافة كيبيك ضيف شرف للدورة، تكشف المسؤولة الديبلوماسية طبيعة العلاقات الثقافية التي تجمع المغرب والمقاطعة الكندية، وأفق التعاون بين الطرفين في المجالين الأكاديمي والاقتصادي.
حاورها: النعمان اليعلاوي
– ما الملفات التي تعتبرينها أولويات للتعاون بين المغرب وكيبيك؟
+ يضمن مكتب كيبيك في الرباط وجودًا حكوميًا دائمًا مع حكومة المملكة المغربية ويعمل في الموقع لتطوير علاقات طويلة الأمد مع هذا البلد، لتبادل الخبرات وتحفيز التعاون. وتتمثل مهمة المكتب في دعم الشركات والمؤسسات في كيبيك التي ترغب في تطوير أو تعزيز أنشطتها في المغرب، وكذلك الشركات والمؤسسات المغربية التي ترغب في استكشاف إمكانات كيبيك، في منطق الشراكة المربحة للطرفين.
قطاعات نشاطنا الرئيسية هي الاقتصاد، والتعليم العالي والبحث العلمي، والتنقل الطلابي والمهني، والثقافة.
- اختيار كيبيك ضيف شرف فيSIEL حدث كبير، كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟
+ نحن فخورون جدًا بهذا التكريم لكيبيك، حيث يعد المعرض الدولي للنشر والكتاب حدثًا ثقافيًا أساسيًا من حيث النشر والكتب في إفريقيا، وهذا المكان الخاص لمقاطعة كيبيك هذا العام فرصة كبيرة للمبدعين والفنانين من كيبيك لرؤيتهم والتعارف بينهم والمبدعين والجمهور المغربي، وهو أيضا فرصة بالنسبة لدور النشر في كيبيك من أجل الانفتاح على المغرب لاستكشاف ما هو ممكن في إطار الشراكات.
دعوة كيبيك الخاصة إلى SIELفرصة رائعة لمواصلة العمل التعاوني الذي بدأ في السنوات الأخيرة، ولتحفيز تصدير منشورات كيبيك إلى المغرب، وتقوية الروابط الثقافية التي يعمل عليها مكتب كيبيك في الرباط، وهي دعوة خاصة من كيبيك إلى المعرض الدولي للنشر والكتاب من أجل الاستمرار باعتباره فرصة رائعة لمواصلة العمل في الجانب الثقافي، منذ افتتاحه في المغرب.
- هل هذا تتويج للعلاقة الثقافية بين المغرب وكيبيك، أم أن هذه هي البداية؟
+ دعوة كيبيك الخاصة إلى SIEL فرصة رائعة لمواصلة العمل التعاوني الذي بدأ في السنوات الأخيرة، وتحفيز تصدير النشر في كيبيك، وتعزيز الروابط الثقافية التي يعمل عليها مكتب كيبيك في الرباط منذ افتتاحه في المغرب.
– كيف تنظرون إلى الوجود الثقافي لكيبيك في المغرب؟
+ حضور كيبيك الثقافي في المغرب مثير للاهتمام، وهناك العديد من التبادلات الثقافية والتعاون بين منطقتنا، حيث تشتهر كيبيك بمشهدها الفني والأدبي والسينمائي الغني، والعديد من الأحداث والمبادرات التي جعلت من الممكن الترويج لهذه الثقافة في المغرب.
يعد مهرجان مراكش الدولي للسينما حدثًا كبيرًا يسلط الضوء غالبًا على أفلام كيبيك، يشارك العديد من المخرجين والممثلين وصانعي الأفلام في كيبيك بانتظام في هذا المهرجان ويقدمون أعمالهم هناك.
أدب كيبيك موجود أيضًا في المغرب من خلال ترجمات الأعمال والأحداث الأدبية، وكتاب كيبيك مدعوون للمشاركة في اللقاءات الأدبية ومعارض الكتاب في المغرب.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت موسيقى كيبيك أيضًا صدى معينًا في المغرب، ويشارك فنانو كيبيك سنويًا في المهرجانات الشهيرة في المغرب، ويقومون بتنشيط العديد من المعارض داخله.
باختصار، حضور كيبيك الثقافي في المغرب بارز للغاية، سيما من خلال الأحداث السينمائية والتبادلات الأدبية ونشر موسيقى كيبيك. هناك رغبة حقيقية في تعزيز التبادل الثقافي بين كيبيك والمغرب، بما في ذلك تكريم كيبيك في SIEL، وهو مثال جيد على ذلك.
– كيف ستعملون على تعزيز هذه العلاقات الثقافية بين الطرفين؟
+ يعمل مكتب كيبيك بالرباط على تشجيع التبادل بين الفنانين والكتاب والموسيقيين وغيرهم من المهنيين الثقافيين، وهذا يشمل الإقامات الفنية والجولات والتعاون الفني وورش العمل والدروس الرئيسية.
نعمل، أيضًا، على ضمان التواجد المستمر في المهرجانات والمعارض وعروض الأفلام والعروض الكوميدية والحفلات الموسيقية، وغيرها من الأحداث الثقافية التي تسلط الضوء على الإبداعات والفنانين في المنطقتين، وتوفر هذه الأحداث فرصًا للقاءات والاكتشافات المتبادلة.
في إجراءاتنا لتعزيز العلاقات الثقافية، نشجع، أيضًا، على ترجمة ونشر الأعمال الأدبية في كيبيك وفي المغرب، والعكس صحيح، وهذا يسمح للمؤلفين والأدباء في المنطقتين بأن يكونوا معروفين لجمهور أوسع.
في المستقبل القريب، نرغب في تشجيع الشراكات بين المؤسسات الثقافية والمراكز الثقافية والمتاحف والمسارح والمكتبات والجهات الفاعلة الأخرى على الساحة الثقافية في كيبيك والمغرب، يمكن أن يؤدي هذا التعاون إلى المعارض والعروض وتبادل المعارض المتنقلة، على سبيل المثال.
– ما عناصر مشاركة كيبيك في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط؟
+ انتقل وفد من حوالي ثلاثين مؤلفا وناشرا من كيبيك إلى المغرب للمشاركة في الحدث، وبالإضافة إلى وجودهم في المعرض طيلة أيام تنظيمه، هؤلاء المؤلفون دعوا، أيضا، من أجل المشاركة في برنامج كيبيك الذي قدمه المعرض الدولي للنشر والكتاب، في جناح وزارة الثقافة والجمعية الوطنية لناشري الكتب.
لقد أتيحت الفرصة لهؤلاء الأدباء من أجل التعبير عن أنفسهم في مختلف القضايا الأدبية، والتعريف بعملهم من خلال مداخلات مختلفة خلال الموائد المستديرة والمناقشات.
– في ما يتعلق بالتعاون في المجال الأكاديمي والتعليم العالي، كيف هو الوضع بين المغرب وكيبيك؟
+ هذا أحد مجالات عملنا ذات الأولوية، في الواقع، هناك عدد كبير من مؤسسات التعليم العالي في كيبيك لديها بالفعل اتفاقيات تعاون مع العديد من الجامعات المغربية، ونحن نعمل على ضمان وجود المزيد منها.
إن المصلحة متبادلة حقًا، ونشعر بأن هذه الشراكات سيكون لها نطاق ونطاق أكبر في السنوات القادمة، علاوة على ذلك، يختار عدد كبير من الطلاب المغاربة كيبيك لمتابعة برنامجهم الدراسي، ونحن سعداء بذلك.
– في رأيكم كيف يمكن أن تكون الثقافة باباً لتقوية العلاقة بين الطرفين؟
+ غالبًا ما تكون الثقافة الرابط الذي يسمح للأشخاص بالالتقاء والاكتشاف والتعرف على بعضهم البعض بشكل أفضل، وهكذا يتم إنشاء الجسور. على سبيل المثال، في المعرض الدولي للنشر والكتاب هذا العام، يسمح هذا التكريم للحرفيين من صناعة الكتاب في كيبيك بجعل الثقافة والأدب في كيبيك، وكذلك اللغة الفرنسية، أكثر شهرة وانتشارًا في المغرب، كما أنها فرصة للزوار لاكتشاف جوهر الشعب واحتضان إبداعاته واكتشاف تنوعه.
وفي الجانب المقابل، وبالتوازي مع ذلك، يشارك المغرب بانتظام في المعارض الثقافية في كيبيك، ومكتبنا موجود أيضًا لتسهيل هذا الوجود المغربي في كيبيك.
– ما المجالات التي تعتبرونها واعدة للعلاقات الثقافية والتي تحتاج إلى مزيد من التطوير؟
+ ستعزز الدعوة الموجهة إلى كيبيك هذا العام تأثير ثقافة كيبيك في المغرب، وتعطي زخما كبيرا للشراكات بين دور النشر والكتاب الكيبيكية والمغاربية.
– ما تقييمكم للعلاقات الثنائية في مجال التجارة والصناعة؟
+ هذا أحد مجالات عملنا ذات الأولوية، لدينا شخص مخصص من طرف المكتب لتسهيل إجراءات شركات كيبيك الراغبة في إنشاء أو تعميق علاقاتها التجارية مع المغرب، كما لدينا، من بين قطاعاتنا المتميزة في كيبيك، شركات طورت تقنيات قد تهم المغاربة، سواء كنا نفكر في الطاقة الخضراء، وتكنولوجيا المعلومات، وإدارة الموارد المستدامة، وما إلى ذلك..، وهناك العديد من المجالات المزدهرة للغاية في إطار العلاقات بين الطرفين.
ونعتقد أنه يمكننا فعل المزيد في هذا القطاع، وهذا يبدأ، في كيبيك، من خلال إبلاغ شركات كيبيك بالمزيد حول إمكانات تطوير الأعمال في المغرب.
تشغل ميريام باكيت كوتيه منصب مديرة مكتب كيبيك بالرباط منذ فبراير 2023، وشغلت سابقًا منصب مديرة العلاقات الخارجية في وزارة التعليم العالي (2021-2023) ومديرة البحث والتخطيط والتعاون الدولي في انتخابات كيبيك (2018-2021)، وبذلك تجمع بين الخبرات والتجارب الإدارية المختلفة.
في 2017-2018، افتتحت باكيت كوتيه وأدارت مكتب كيبيك في هافانا، وهو أول تمثيل لكيبيك في هذه المنطقة، وقبل هذا التعيين، عملت محترفة في وزارة العلاقات الدولية والفرانكوفونية (2010-2017) ومنسقة لوكالة التعاون الدولي لمساعدة الأطفال (2006-2010).
باكيت كوتيه حاصلة على درجة الماجستير في العلاقات الدولية ودرجة الدراسات العليا المتخصصة في التنمية القروية المتكاملة من جامعة لافال، بالإضافة إلى درجة البكالوريوس في الدراسات الدولية من جامعة مونتريال.