الحزن ﻻ يليق بك
أيتها الفتاة، أيتها المرأة، أيتها الأم، الصديقة، الحبيبة والزوجة… ﻻ تحزني، فإن الحزن لم يخلق لكي يرتسم على محياك.
أنت نور الكون، جمال الدنيا، فيك يجتمع الحنان والطيبة، الحب والعذوبة، البهاء والنعومة… أنت هبة من الله تعالى، لتكون للحياة زينة ومعنى، فأنت، كيفما كنت، وأينما كنت، إنسانة عظمى لمجرد أنك أنثى.
ﻻ تحزني إذا أخفقت في مشروع، أو رسبت في امتحان، أو فشلت في تحقيق حلم، لأن بوسعك التغلب على كل شيء، والمضي قدما لتحقيق الأفضل، فالله تعالى خلقك قوية، بداخلك طاقة باستطاعتها تحمل الصعاب، وقلبك فيه من الإيمان واليقين، ما يمكن أن يهون عليك كل شيء. فلا تستهيني أبدا بقدراتك، وﻻ تتركي أحدا يقلل من قيمتك، لأنك أروع وأقوى مما تظنينه بكثير.
سيدتي، ﻻ تكتئبي إذا خانك الحب وعذبك، إذا فشلت في زواج أو علاقة، فلا شيء يدوم أبد الدهر، والحب إحساس قد يشقيك ويسعدك، قد يجرحك ويفرحك، لكن الحياة لم تتوقف أبدا عند خيانة أو ألم عشق، عند فراق أو رحيل، اجمعي شتات قلبك المنكسر كما جمع حقائبه، غيري قصة شعرك، وجففي دموعك، فهناك الكثير بانتظارك، كما أن بداخلك قلبا كبيرا سيجد يوما من يستحق أن يحبه ويعتني به.
ﻻ تكترثي لكل من يقارنك بالرجل، ويقلل من شأنك ويستهين يقدراتك، ويظن أن العلم والمعرفة حكر على الجنس الخشن فقط ليعرقل تحقيق أحلامك وإثبات ذاتك، طالعي، اكتبي، ابحثي وتعلمي، اتخذي الكتاب صديقا وأنيسا، ضعي لنفسك أهدافا تسعين إليها، ومبادئ تحافظين عليها، فالنجاح لن يأبى أن يكون سوى حليفك.
ﻻ تحزني إذا قارنوك بعارضات الأزياء ذوات القوام الممشوق، واسترسلوا في إحصاء عيوبك ومكامن الخلل في جمالك وجسدك.. فأنت جميلة كما أنت، قصيرة أو طويلة، نحيفة أو بدينة كنت، فالجمال جمال الروح والقلب، الجمال هو تلك الابتسامة التي تشرق في محياك، وذلك القلب الذي ينبض حنانا وطيبة، وﻻ يقاس على حفنة من مواد التجميل، أو ثياب غالية، أو جسد متناسق.. فقيمتك أغلى من ذلك بكثير.
ﻻ تكترثي لكل من يرى فيك مشروع زواج فقط، لكل من يصنفك حسب حالتك العائلية، ويحصر حياتك في بيت بزوج وأطفال، اقرئي واعملي، سافري واكتشفي، وتزوجي من اختاره قلبك، ليكمل معك ما بدأته وبنيته.
عزيزتي.. ﻻ تحزني كيفما كانت ظروفك، فالذي خلقك خلقك عظيمة، وأوصى بك أشد وصاية، فلا تفسدي جمالك بشقائك.. لأن الحزن ﻻ يليق بك..