أكادير: محمد سليماني
رهن مجلس جماعة أكادير المسير بالأغلبية المطلقة من قبل العدالة والتنمية، مسار التنمية بالمدينة بين يدي شركة التنمية المحلية “أكادير سوس ماسة تهيئة”، فيما ظل منتخبو وموظفو ومهندسو وتقنيو الجماعة في وضع المتفرج لا يشرفون على أي مشروع ضمن برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير 2020-2024.
وقد وضع مجلس الجماعة بيضه كله في سلة شركة التنمية المحلية التي تأسست في ما بين مجلس جهة سوس- ماسة، وجماعة أكادير، وعُهد برئاسة مجلسها الإداري إلى والي الجهة، رغم أن الولاية لم تساهم سوى بسهم واحد في هذه الشركة التي تأسست وفي فمها ملعقة ذهب من أموال عمومية ضخمة، كما تم تعيين مديرها العام القادم من الرباط في ظروف “غامضة”، حيث تم وضع اعتمادات مالية ضحمة في حساب الشركة المودع بإحدى الوكالات البنكية. وقد تجسد، انفراد الشركة باتخاذ القرارات بعيدا عن المجلس الجماعي، في تغيير الهوية البصرية للمدينة، والذي تم عرضه قبل أيام بقاعة الاجتماعات بالولاية، هذا الشعار الذي أثار غضب فعاليات المدينة، تم انجازه عن طريق صفقة “غامضة” أبرمتها شركة التنمية المحلية، لم يعلن عنها ولم توضع لها طلبات عروض، في حين طلب من مجلس الجماعة المصادقة على الشعار الجديد في الجلسة الثانية بدورة أكتوبر التي ستنعقد يوم 21 من الشهر المقبل، بالرغم من أن مصادقة أعضاء الجماعة على مقرر إحداث شركة “أكادير سوس ماسة تهيئة”، يخص فقط إنجاز المشاريع وتتبع تنفيذها.
إلى ذلك، خصص مجلس جماعة أكادير في إطار عملية تحويلات التجهيز من فصل إلى فصل لسنة 2020 دفعات لشركة التنمية المحلية أكادير سوس ماسة تهيئة، مبلغا ماليا ضخما يصل إلى 108.000.000,00 درهم، في إطار برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير، بل إن الجماعة الترابية لأكادير وطبقا للمقرر عدد 79/2019، صادقت في دورة مارس 2020 على قبول هبة مالية قدرها 4.500.000,00 درهم (أربعة ملايين وخمسمائة ألف درهم) من شركة دار السعادة، وقام مجلس الجماعة بتحويل المبلغ كاملا إلى حساب شركة التنمية المحلية أكادير سوس ماسة تهيئة.
وصادقت الجماعة أيضا على اتفاقية خصوصية تتعلق بتهيئة المنطقة السياحية بمدينة أكادير، والرفع من جاذبيتها، حيث وفرت الجماعة الاعتمادات المالية الضرورية والتي وصلت إلى 460 مليون درهم، وأسندت مهمة الإنجاز للشركة، كما أسندت مهمة إنجاز مشاريع صحية إلى الشركة ذاتها، التي خصص لها مبلغ 87 مليون درهم على مدى خمس سنوات. أما بقطاع التعليم، فقد تم رصد مبلغ 79 مليون درهم لشركة التنمية المحلية لإنجاز 8 مؤسسات تعليمية، منها 4 مدارس ابتدائية، و4 إعداديات، وتوسيع 5 مؤسسات تعليمية، وإحداث مركز التفتح الفني والأدبي. وخصص للشركة ذاتها مبلغ 365 مليون درهم للنهوض بقطاعي الثقافة والشباب والرياضة، ساهم فيها كل من قطاع الرياضة والشباب بمبلغ 150 مليون درهم، وقطاع الثقافة ب 30 مليون درهم، وعهد إلى شركة أكادير سوس ماسة بتهيئة بإنجاز الدراسات، وإبرام العقود، وإعداد جميع الصفقات وإنجازها. وفي المحصلة، فقد برمجت جماعة أكادير على مدى سنوات مبلغ 1263,5 مليون درهم وتحويله إلى الشركة لإنجاز المشاريع المدرجة ضمن برنامج التنمية الحضرية، فيما لم يعد يعرف ما المهام التي سيقوم بها منتخبو الجماعة وموظفوها ومهندسوها، ثم من الذي سيحاسب في حالة لم تخرج هذه المشاريع إلى الوجود أو أنها لم تكن في المستوى المطلوب.