تطوان: حسن الخضراوي
شهد فاتح شتنبر الذي يمثل اليوم الأول من الدخول المدرسي، صباح أول أمس الثلاثاء، احتجاجات عارمة لآباء وأولياء تلاميذ طالبتهم إدارات مؤسسات تعليمية خاصة، بضرورة الإدلاء بوثيقة اعتراف بدين، كشرط وحيد للحصول على وثيقة المغادرة إلى مؤسسات تعليم عمومية، فضلا عن توجه العديد من الأسر إلى مؤسسات تعليمية لسحب وثيقة اختيار التعليم الحضوري، ليتفاجؤوا بأبواب مغلقة، وتواجد المسؤولين عن الحراسة فقط، دون أي معلومات أو توجيهات تذكر.
وحسب مصادر فإن مئات الأسر بمدن تطوان ومرتيل والمضيق..، اختارت الانتقال من التعليم الخاص إلى التعليم العمومي، وتمت مواجهتهم بضرورة التوقيع والمصادقة على اعتراف بدين، قبل تسلم وثيقة المغادرة، وهو الشيء الذي تسبب في مناوشات وصراعات كادت أن تتطور إلى عراك في العديد من الأحيان وتبادل العنف، علما أن جمعيات آباء وأولياء التلاميذ أكدت سابقا على حق التلميذ في الحصول على وثيقة المغادرة وكافة الوثائق الإدارية التي تضمن الاستمرار في العملية التعليمية دون قيد أو شرط، والحق الدستوري في التعليم وفق الجودة المطلوبة، ومحاربة الهدر المدرسي.
واستنادا إلى المصادر نفسها فقد شهدت المؤسسات التعليمية بمدن الشمال، تدفقا لآباء تلاميذ اختاروا صيغة التعليم الحضوري، لكنهم لم يجدوا أي مخاطب بالمكان، حيث طلب منهم العودة في اليوم الموالي، رغم أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، أكدت في بلاغ لها، على أن موعد انطلاق التعبير عن الرغبة في التعليم الحضوري تنطلق يوم فاتح شتنبر وتنتهي يوم الثالث من نفس الشهر.
وحذرت جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بمدن الشمال، من الاكتظاظ الذي ستشهده المؤسسات التعليمية بحر الأسبوع الجاري، خاصة يومي الأربعاء والخميس، بسبب رغبة معظم الأسر في تعليم حضوري لأبنائهم، وخطر انتشار بؤر لفيروس كوفيد 19، ما يتطلب اتخاذ تدابير استباقية والصرامة في التعقيم، واحترام التباعد الاجتماعي، والالتزام باستعمال الكمامات الواقية تفاديا لانتشار عدوى الجائحة.
من جانبه أكد مصدر مسؤول بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، أن بعض الآباء فهموا أن انطلاق الموسم الدراسي سيكون فعليا يوم فاتح شتنبر، لذلك التحقوا بالمؤسسات التعليمية رفقة أطفالهم، والحال أن يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري، هو اليوم الذي سيفتح فيه المجال لحضور الأطر والأساتذة، والتعبير عن صيغة التعليم الحضوري، كما أن الوزارة المسؤولة، تؤكد على أنها تولي صحة التلميذ والأساتذة وكافة الأطر أهمية قصوى، وستعمل على توفير الأجواء المناسبة لتعليم وفق تكافؤ الفرص، في ظل ظرفية استثنائية فرضتها جائحة كوفيد 19، وإكراهات يتم التعامل معها حسب تطورات الوضعية الوبائية، وتتطلب تضحية ومساعدة الجميع لتجاوز الأزمة.