- مراكش: عزيز باطراح
الصدفة وحدها قادت مصالح الأمن بمدينة مراكش، إلى وضع اليد على عصابة مكونة من خمسة أشخاص، ضمن أفرادها فقيه، قبل أن يتضح أن للعصابة علاقة مباشرة بإفلاس موثقة بالمدينة الحمراء وتبديدها لودائع تجاوزت مليارين من السنتيمات، وتم إيداعها السجن المدني «بولمهارز» على ذمة التحقيق.
وتعود فصول القضية، إلى نهاية الأسبوع ما قبل الماضي عندما كان شرطي مرور يقوم بمهامه بالشارع العام غير بعيد عن مسجد تركيا بحي جليز، قبل أن يسمع صوت استغاثة قادم من سيارة من نوع «شيفرولي»: «واعتقو الروح أعيباد الله»، ما جعل الشرطي يركب دراجته النارية الخاصة بالخدمة ويطارد السيارة التي اضطرت سائقتها إلى التوقف بسبب زحمة السير، لتطلق سيقانها للريح وتختفي بين أزقة الشارع، فيما أوقف الشرطي الأشخاص الثلاثة الذين كانوا في المقاعد الخلفية للسيارة، ويتعلق الأمر بالفقيه الذي أطلق نداء الاستغاثة والذي كان محاطا بشخصين، كانا يقومان بدور حراسته بطلب من السائقة الهاربة.
هذا، وقد ربط شرطي المرور الاتصال بمصالح الأمن، التي حضرت إلى عين المكان وأوقفت الأشخاص الثلاثة واقتادتهم إلى مقر الشرطة القضائية، حيث صرح «الفقيه» أنه كان محتجزا من طرف سائقة السيارة الهاربة وزوجها بإحدى الشقق بحي جليز، طيلة يوم الخميس 15 أكتوبر الجاري حتى صباح اليوم الموالي، حيث تعرض لصنوف التعذيب والتعنيف من طرف الهاربة وزوجها وخادمتهما، بالإضافة إلى الشخصين الموقوفين برفقته.
وبحسب إفادات «الفقيه»، فقد تم احتجازه وتعذيبه من طرف المتهمين، الذين طالبوه باسترجاع مبلغ مالي قدره 40 مليون سنتيم، سبق وأن استولى عليه شخص يدعى «الداموح» بمدينة «بولمان»، كان يعتزم بيع الزوجين كمية صغيرة من «الزئبق» لاستعمالها في أمور السحر والشعوذة.