القنيطرة: المهدي الجواهري
علمت «الأخبار» أن مشروع بناء قنطرة بمدخل مدينة القنيطرة على وادي سبو في اتجاه منطقة المناصرة التي أعطيت انطلاقتها في عهد وزير التجهيز والنقل السابق عزيز رباح شابتها اختلالات فظيعة بعدما فضحت نهاية الأشغال بها سوء بنيتها التحتية وعيوبا تقنية خطيرة، رغم ما صرفت عليها من أموال ضخمة سيما أنها أدرجت ضمن المشاريع الكبرى لتعويض قنطرة «أولاد برجال»، التي بنيت في عهد الاستعمار الفرنسي لما أصبحت تشكله من خطر على الشاحنات من الحجم الكبير التي تجلب الرمال من المنطقة.
وأكدت مصادر الجريدة أن المدير الإقليمي السابق للتجهيز والنقل الذي عينه رباح لخدمة أجندته السياسية وجد نفسه أمام ورطة بعدما حلت لجنة تفتيش من الوزارة لتجد أن عيوبا تقنية خطيرة بمشروع القنطرة تهم الدعامات من الخرسانة وسط الوادي التي خسف جزء منها، ناهيك عن مواد التتريب التي توجد بها نسبة من الطين غير صالحة، وهو ما دفع بالمسؤولين إلى عدم التأشير على مشروع القنطرة رغم نهاية الأشغال به لما تشكله من خطر على المارين بها.
وحسب المعطيات التي حصلت عليها الجريدة من مسؤول بالمديرية الإقليمية للتجهيز والنقل فإن انطلاقة المشروع الكبير لبناء القنطرة كانت في سنة 2013 بقيمة 150 مليون درهم على أن تنتهي الأشغال به في ظرف خمس سنوات أي سنة 2018 وأن المشروع ليست به عيوب تقنية كبيرة بل هناك فقط بعض الاختلالات في الحاجز، حيث تنجز عليه دراسات لإلزام الشركة أن تعود لإتمام عملها، فيما نفى ذات المسؤول أن تكون الشركة قد استخلصت كافة أموالها إلى حين التأشير على نهاية المشروع.
وأكدت مصادر الجريدة أن هذه الفضيحة تعتبر من تركة عزيز رباح في الولاية الحكومية السابقة بعدما خلف من ورائه حصيلة كارثية في مختلف القطاعات والمشاريع ذات البعد الاستراتيجي في مجال الطرق والقناطر والموانئ ومنها قطاعات مرتبطة بمشاريع أخرى ذات أهمية كبيرة .
وأفادت مصادر الجريدة بأن تعثر المشروع الاستراتيجي لبناء قنطرة على وادي سبو خلف خسائر اقتصادية كبيرة خاصة لأصحاب شركات نقل الرمال الذي لجؤوا لقطع مسافات كبيرة في اتجاه سيدي علال التازي بعدما منعوا من تجاوز قنطرة «أولاد برجال» المعرضة للانهيار بسبب الوزن الثقيل. وأوضحت مصادرنا أن تعثر انطلاق القنطرة أبان عن مدى استهتار المسؤولين ووزارة رباح خلال توليه وزارة التجهيز والنقل في طريقة تدبير بناء المشاريع الضخمة من قبل الشركات التي فوتت مثل هذه المشاريع الحيوية لمقاولات المناولة التي لا تتوفر على التجهيزات الكافية لبناء مثل هذه المشاريع.