إبراهيم المزند : «تيميتار» أخرج الموسيقى الأمازيغية من الفلكلرة إلى العالمية
حاوره : محمد سليماني
- ما تقييمكم للدورة 12 من مهرجان «تيميتار» ؟
الدورة الثانية عشرة لهذه السنة من مهرجان «تيميتار» كانت ناجحة جدا بكل المقاييس، أولا بحكم الحضور الكثيف للجمهور في الحفلات، والحضور المتميز للجالية المغربية المقيمة بالخارج، وخصوصا من أبناء المنطقة، إضافة إلى حضور فنانين مرموقين ومن مستوى عال جدا، والذين حضروا جميعهم لفعاليات الدورة. وهذه أيضا تعتبر نقطة متميزة في سجل مهرجان «تيميتار»، إذ إنه منذ انطلاقة المهرجان سنة 2004، لم يسبق أن تخلف أي فنان عن حضور فعالياته.
في هذه الدورة تجاوزنا نصف مليون متفرج، وحضرت المهرجان 40 فرقة موسيقية، وأكثر من 400 فنان. إذن هذا الأمر جد ايجابي لهذا المهرجان الذي صنف اليوم من بين 25 أحسن مهرجان موسيقي دولي في العالم سنتي 2013 و2014، وهذا يؤكد أن هذا المهرجان دخل في الأجندة الدولية للمهرجانات، وله إشعاع كبير للمغرب ولمدينة أكادير خاصة.
- هل حقق المهرجان هدفه، ونحج في إبراز تيمته الخاصة؟
فعلا المهرجان حقق هدفه الذي أنشأ من أجله، ألا وهو إعطاء إشعاع للثقافة الأمازيغية، فقد ساهم في إخراج الموسيقى الأمازيغية من الفلكلرة، حيث أصبحنا اليوم نتوفر على أسماء موسيقية أمازيغية كبيرة تتجول عبر العالم. المسألة الثانية المهمة جدا، هي أن الأجانب أصبحوا يعرفون أن هناك موسيقى وثقافة أمازيغية، وهو ما أدى إلى خروج الموسيقى الأمازيغية إلى الفضاء العام بشكل عصري وحديث.
الدورة جاءت قريبة من موعد الانتخابات هذه السنة، ما دفع البعض إلى محاولة الركوب عليها سياسيا، غير أن المهرجان أثبت أنه عصي على الترويض السياسي..
الفنانون اليوم وحتى الجمهور ليسوا ساذجين، فكل واحد يقوم بدوره وهذا شيء جميل جدا. أكيد أن الفترة التي تقام فيها دورة هذه السنة، هي فترة استثنائية وتأتي قبل شهر تقريبا من الانتخابات، غير أننا لسنا معنيين بذلك. فهذا المهرجان هو للجمهور الذي يأتي من أجل اللقاء مع الفنان الذي يعشقه، أو لربط علاقات عشق جديدة مع فنانين آخرين. أما الأمور الأخرى التي يبحث عنها البعض فلها فضاءاتها وضوابطها الطبيعية. ويمكنني القول إن مهرجان «تيميتار» نجح في أن يبقى مهرجانا للثقافة والفن ولم يستطيع أحد أن يركب عليه لتحقيق أغراضه، فهو مهرجان يأبى الخضوع.
- هل هو قيمة مضافة أن يغنى الوزير ماريو لوسيو فوق منصة مهرجان «تيميتار»؟
صراحة نحن لم نستدع الوزير، بل استدعينا الفنان، لأن المنطقة التي يتحدر منها الوزير الفنان هي جزر الرأس الأخضر، وهي منطقة غنية جدا ثقافيا، فهي همزة الوصل بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية، فهي تحتوي على غنى وتنوع فني رهيب جدا. ماريو لوسيو، هو فنان قبل أن يكون وزيرا، فهو وزير ذو مستوى راق وعال جدا ثقافيا وفنيا، وأنجز أشياء كثيرة في هذا المجال لبلده. لكن تبقى مشاركة وزير في أداء عرض موسيقي على منصة المهرجان ذات رمزية ودلالة كبيرة. فلو أن العرض الفني للوزير كان دون المستوى لقيل إننا أتينا به للمشاركة كوزير، لكن عرضه الفني كان في مستوى عال وراق جدا، إلى درجة أن الجمهور غنى وتفاعل معه.
- ماذا عن الرهان الذي ستشتغلون عليه خلال الدورة المقبلة؟
نحن نشتغل في ميدان يتطلب نوعا من المواظبة، ولولاها لكان المشروع هشا من أساسه. لهذا فنحن متأكدون ومرتاحون إلى أن هذا المشروع ضمن استمراريته. مباشرة بعد ختام الدورة الحالية من المهرجان سنقوم بوضع تقييم لها، ثم الانطلاق بعدها مباشرة للاشتغال على التحضير للدورة المقبلة. لأن الإشعاع يجب أن يبقى مستمرا داخل المغرب وخارجه. مع الاشتغال على أن يكون المهرجان قاطرة لأشياء أخرى. صحيح أنه بعد أسابيع سيكون هناك دخول ثقافي وتدبيري، وبالتالي يمكن أن يكون ثمة نقاش جديد، غير أن المؤكد أن هناك فرقا إدارية وتقنية وفنية تشتغل بإستراتيجية ورؤية كي يظل المهرجان دائما مفخرة لأهل سوس وللمغرب، فضلا عن العمل على تطوير المهرجان نحو ما هو أفضل، وإذا تعذر ذلك أن يظل فقط في مستواه الحالي الجيد.
- هل حقق «تيميتار» أمنية الفنانين الأمازيغ للمشاركة فيه؟
الذي يمكن أن يجيب على هذا السؤال هم الفنانون أنفسهم. لا ننفي أن بعض الفنانين يعيشون ظروفا صعبة، لكن المهرجان يبقى فقط محطة فنية لاكتشاف ما أنتج خلال السنة وتنظيم لقاء للجمهور مع فنانه. إلا أن الجميل أن جميع الفنانين الأمازيغ شاركوا في المهرجان، وتم استقبالهم إسوة بباقي الفنانين الآخرين في الظروف نفسها. وما أريد أن أؤكده أن جميع الفنانين الذين ألتقي بهم سواء منهم المبرمجون في الدورة أم لا، يؤكدون لي ارتياحهم للمهرجان.