شوف تشوف

الرئيسية

أيني بيتكاهو.. زوجة الزاكي الفنلندية التي عجز عن التصدي لتسديداتها

حسن البصري

حين التحق بادو الزاكي بالوداد البيضاوي اشترطت والدته أمينة المرابط ضمان شغل قار لابنها، وهو ما استجاب له عبد الرزاق مكوار رئيس الفريق في تلك الفترة، فقام بتوظيفه بشركة الخطوط الملكية المغربية، مع امتيازات وظيفية تجعله أشبه بالموظف الشبح، إلا أن ضعف الراتب الشهري كان يبرر هذا الوضع.

إلا أن الزاكي استفاد من امتيازات الأسفار بتسعيرة زهيدة التي كانت توفرها «لارام» للعاملين بها، لذا لم يفوت حارس الوداد البيضاوي والمنتخب المغربي فرصة التجوال بين البلدان بأقل الأسعار.

قرر الزاكي قضاء عطلته الصيفية سنة 1979 بمدينة نيس الفرنسية، واختار هذه المنطقة السياحية الأكثر استقطابا للسياح لاستجماع قواه قبل أن يدخل رفقة المنتخب المغربي سلسلة من المعسكرات استعدادا لمواجهة المنتخب الجزائري برسم التصفيات المؤهلة للألعاب الأولمبية 1980. في منتجع صيفي التقى الزاكي بفتاة فنلندية الجنسية تدعى أيني بيتكاهو كانت تتقاسم معه متعة العطلة في منطقة متوسطية. كانت النظرة والابتسامة تأشيرة للقاء بلا موعد.

تلقت أيني دعوة من الزاكي لزيارة المغرب الذي كانت تجهل عنه الكثير، ولا تعرف موقعه في الخريطة، فلبت الدعوة على الفور حيث حلت بالدار البيضاء وتعرفت على عائلة حارس الوداد والمنتخب واكتشفت مدى شعبيته الجارفة في الدار البيضاء وحب الناس له، حينها تسلل الحب إلى العلاقة التي بدأت في منتجع صيفي ولم تكن كمثيلاتها مجرد سحابة صيف عابرة.

على الرغم من مهارته كحارس مرمى لم يصمد بادو أمام تسديدات الفتاة الفنلندية، إذ ظل سيل الضربات الثابتة يعذبه، خاصة حين تبادلا الزيارات وتعمقا أكثر في دواخل مشاعرهما. وبعد علاقة دامت ثلاث سنوات قررا سويا الدخول طوعا للقفص الذهبي، والقطع مع تواصل عبر البريد البطيء في زمن لم يكن فيه ذكر للهواتف النقالة ومواقع التواصل الاجتماعي.

انتظر الزاكي تأشيرة العبور من والدته أمينة، أمينة سر الأسرة، وهو ما تأتى له بعد أن تخلصت أيني من عقيدتها الكاثوليكية وقررت اعتناق الإسلام، حيث أصبحت تحمل اسم «زكية» التي تسلمت المشعل من والدته التي كانت الراعي الرسمي للحارس في حياته داخل ملاعب الكرة وخارجها.

اختار بادو الزاكي الحارس الدولي السابق والمدرب الحالي للمنتخب، الزواج بأجنبية، في فترة لم يكن الرجل قد نسج علاقته مع المال، أي أن الارتباط تم حين كان الزاكي مجرد موظف بسيط في الخطوط الجوية المغربية براتب شهري لا يتجاوز 2000 درهم ولاعب كرة لا يزيد راتبه عن 3000 درهم، لذا لم تختره أيني طمعا في الثراء، بل كانت تريد أن تجعل لهذا العشق خاتمة جميلة، بل إن عدم التسرع في الارتباط كان مفيدا للطرفين حيث مكنهما من تخطي عقبات الفوارق الثقافية التي كانت بينهما خاصة في ما يخص اختلاف التقاليد والعادات فهي فنلندية الجنسية بدم بارد وهو مغربي بدم حارق. وشتان بين دفء المشاعر والطباع المغربية وبرودة الدم الفنلندي. أثمر الزواج ثلاثة أبناء هم حسناء وبثينة وأيوب.

كان الملك الراحل الحسن الثاني سببا في مشاركة بادو الزاكي في نهائيات كأس العالم بالمكسيك 1986، إذ كان حائرا بسبب أن زوجته «أينِى» التي طالبت بالبقاء إلى جانبها لأنها كانت في مرحلة حمل جد متقدمة. وكانت تخشى تكرار سيناريو عاشت لحظاته الصعبة عندما كان زوجها الزاكي رفقة الفريق الوطني سنة 1985 في مواجهة منتخب مصر، إذ توفيت أول مولودة لهما ساعات بعد ميلادها، وهو ما دفع «أيني» إلى التماس تأجيل سفر زوجها إلى المكسيك، حينها أن تدخل الملك الراحل الحسن الثاني، وقدم له ضمانات حول رعاية القصر للحالة، وضعت زوجته مولودة يوم مباراة المغرب ضد ألمانيا وقد أحيطت بعناية فائقة، تلقى الزاكي تهاني الملك الحسن الثاني والذي اختار لمولودة حارس عرين المنتخب اسم حسناء تيمنا بكريمة الملك الأميرة للاحسناء.

وحسب شهادة بادو، فإن «أيني» كانت في حاجة لفترة زمنية من أجل الاستئناس بمحيطها الجديد، لكنها ركزت على دورها كربة بيت على الوجه الأكمل، إذ ظلت تكرس وقتها لزوجها ولأبنائها ومراقبتهم وتوجيههم في مجالات دراستهم، بالرغم من الغيابات الكثيرة لبادو عن محيط الأسرة الصغيرة، لكنها لا تستطيع منافسة زوجها في المطبخ حين يتعلق الأمر بطهي الأسماك.

«لم أختر قدري، حدث ذلك بالصدفة ولم تكن لدي فكرة مسبقة أن أتزوج من فنلندية لكن توطد العلاقة بيننا ساهم في الارتباط بيننا نهائيا، كما أن رغبتها في اعتناق الاسلام جعلتها أقرب من غيرها إلي، نظرا لحسن أخلاقها وتوفرها على كل خصال الزوجة المثالية».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى