شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةتقارير

أياد خفية

من الصعب أن نقتنع بأن ما وقع من تخطيط وتنظيم، رافق اقتحاما مسلحا وعنيفا من طرف مهاجرين لمدينة مليلية، مخلفا عددا كبيرا من القتلى في صفوف المهاجرين، بسبب الازدحام وعشرات الإصابات من رجال القوة العمومية بسبب الحجارة والهراوات، (بأنه) مجرد صدفة عابرة نجحت في جمع 2000 مهاجر، في منطقة واحدة، في زمن واحد، مدججين بالأسلحة البيضاء. وحتى إن ظهرت الأمور للعيان بأنها عادية أو تلقائية أو محض صدفة، فالأكيد أن هناك أياد خفية لجهات خارجية تقف وراء ما جرى، وتلعب بالاستقرار في شمال إفريقيا، وتسعى إلى الإضرار بمصالح المملكة المغربية وصورتها النموذجية كملاذ للمهاجرين الأفارقة.

وطبعا النظام العسكري الجزائري هو الجهة الوحيدة المستفيدة مما جرى، وبدون شك فإن هناك رائحة كريهة لسياسة «الكابرانات» منبعثة من هذا الحدث، والهدف هو تغيير وجهة العزلة الدبلوماسية التي يعيشها نظام الجزائر أخيرا، نتيجة الضربات المتتالية للدبلوماسية المغربية، التي جعلت دولا نافذة تحدث انعراجة في مواقفها تجاه قضية الصحراء المغربية.

نحن لا نوزع الاتهامات مجانا، لكن ليس هناك من في مصلحته إغراق المغرب بالمهاجرين سوى السلطات العسكرية الجزائرية، التي يمكن أن نتوقع منها أي شيء، فماذا ننتظر من نظام «الكابرانات» الذي تعمد إطلاق العديد من الاتهامات المجانية تجاه بلدنا، وأعلن رسميا إمداد البوليساريو بالسلاح، وقاطع دبلوماسيا دولا بسبب مواقفها المؤيدة للحكم الذاتي، وهدد بشن الحرب على بلدنا، وكل هذه الدرجة القصوى من الهجوم والعداء على السيادة المغربية وصل إليها نظام عبثي، بعدما فشل في مغامرة الكركرات، وبات يعرف جيدا أن ورقة البوليساريو انتهت في منعرجات دبلوماسية قاتلة، لذلك لا أحد يستبعد أن يعود النظام الجزائري إلى مطابخه الاستخباراتية لصناعة دسائس جديدة ضد المغرب، بعد فشل التحريض والتهديد والعدوان في الكثير من الملفات المفتعلة.

لذلك ليس مستغربا أن تفتح الجزائر أبواب حدودها لإغراق المغرب بالمهاجرين القادمين من تشاد والسودان ومالي عبر الصحراء الليبية والجزائرية، والهدف الجزائري هو خلق كارثة بشرية كبرى على الحدود، ومحاولة تدمير جسر العلاقات المغربية- الإسبانية الذي أعيد بناؤه، قبل أسابيع، وفي الوقت نفسه محاولة الركوب على حادث التدافع، لتأليب الأفارقة ضدنا وإقحامهم في معركة مضللة.

وما ينبغي أن يفهمه حكام «الكابرانات» أن ورقة إغراق المغرب بالمهاجرين السريين، لتصريف الأنظار الداخلية نحو العداء للمغرب، وتجييش المؤسسات الإفريقية ضد بلدنا، أصبحت لعبة مثيرة للسخرية والشفقة أيضا. فالجميع يدرك أن الادعاءات المزعومة التي يروج لها خدام النظام العسكري بأروقة الاتحاد الإفريقي وغيره من المنظمات الدولية، عبارة عن أضاليل جديدة تحاول بها المخابرات الجزائرية أن تخلق اعتقادا وهميا بكون سياسة المغرب تقوم على الاعتداء السافر والحاط من الكرامة تجاه الأفارقة، فيما يعلم الداني والقاصي حجم الكرم والاحترام ومنسوب المجهود الرهيب الذي تقوم به الدولة المغربية، لضمان حقوق المهاجرين المقيمين أو العابرين. وما على المشككين إلا أن ينظروا كيف تحتجز الجارة الشرقية مهاجرين أفارقة ومغاربة طيلة 45 سنة، وتمولهم بالسلاح لاستهداف التراب المغربي، ومثل هذه الدول لا يمكن أن تعطي الدروس للمغرب الرائد في سياسة الهجرة بشهادة العالم.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى