لا يتوقف تأثير التوتر والقلق على الإجهاد العقلي فحسب، بينما يتسبب أيضا في الإجهاد الجسدي، وذلك لأن الشعور بالتوتر والقلق يجعل العقل يفرز هرمون الكورتيزون وهو عبارة عن مادة كيميائية تقوم بتسريع دقات القلب، من أجل منحه طاقة أكبر لمساعدته في إيصال الدماء المحملة بالأكسجين إلى الدماغ التي يحتاجها نتيجة الشعور بالتوتر.
وعلى الرغم من أن تلك العملية قد تكون مفيدة بشكل مؤقت، ولكن الشعور الدائم بالتوتر يجعل الجسد يشعر بالتعب الشديد، لأن عملية تسريع نبضات القلب وإرسال الدم إلى الدماغ بشكل متكرر تزيد من إرهاق الجسد وعضلة القلب.
يؤدي الشعور بالقلق والتوتر بشكل مزمن ومتتابع إلى اضطراب جسم المرأة من هرمون الإستروجين «هرمون الأنوثة» الذي يحافظ على الجهاز التناسلي الخاص بها، وعلى نسبة الرغبة الجنسية بشكل عام، بالإضافة إلى أن نسبة هرمون الأنوثة أيضا مهمة في جعل العلاقة الجنسية أكثر سلاسة، وهو الأمر الذي يتأثر بكل تأكيد.
وهذا ما يفسر حالات البرود الجنسي الشديد التي ارتفعت عند النساء المتزوجات هذه الأعوام الأخيرة.
وحالة القلق والتوتر النفسي غالبا ما تؤدي إلى الإمساك المؤلم؛ حيث يؤثر التوتر النفسي على الهرمونات الصادرة من الغدة الدرقية، التي تنظم التمثيل الغذائي وعملية الهضم، لذلك ننصح بالتوجه إلى صالة الألعاب الرياضية وشرب الكثير من السوائل والمياه وزيادة كمية تناول الألياف الغذائية، لإبقاء عملية الهضم ولإخراج سلس وطبيعي.
كما يتسببان في زيادة نسبة بعض أنواع الهرمونات التي تسمى «الإندروجينات» في الجسم، وتنتج عن ارتفاع نسبة الهرمونات وظهور كثيف من حب الشباب وبقع الطفح الجلدي، بالإضافة إلى الالتهابات الجلدية وارتفاع احتمالية الإصابة بالإكزيما.
وأخطر من هذه المشاكل الضغط النفسي الشديد يؤثر بشكل مباشر على منطقة «الهيبوكامبوس»، التي تعد منطقة تخزين الذكريات في الدماغ. مما يؤدي إلى الزهايمر والعديد من أمراض الجهاز العصبي.